اكتشف العلماء أن المشتري، لا يساعد في حماية الأرض بشكل يسمح بازدهار الحياة عليها فحسب، بل قد يساعد أيضا في العثور على عوالم غريبة في أماكن أخرى من الكون.
ويعرف المشتري بأنه أكبر كواكب المجموعة الشمسية، ويمتلك سحبا ثقيلة وكبيرة تساعد في الحفاظ على النظام الشمسي في مكانه، كما أن طبيعة مداره تحمي الأرض وتسمح للحياة على كوكبنا بالنمو والتطور.
وكشفت محاكاة أجراها علماء الفلك، مدى قدرة كوكب عملاق وثقيل مثل المشتري، على تغيير مدار الأرض ما يتيح فهم كيفية عمل النظام الشمسي وإدراك التنبؤات حول الكواكب الخارجية التي يمكن أن تنتعش فيها الحياة.
وعلى الرغم من أن الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسية بعيدة عن بعضها البعض، إلا أنها تظل قريبة بما فيه الكفاية للتأثير على مدارات بعضها ولو بشكل ضئيل.
وأظهرت عمليات المحاكاة أنه: "من خلال تغيير مدار كوكب المشتري والحفاظ على المدارات الأولية للكواكب الأخرى ثابتة، فإن التغييرات الطفيفة في بنية النظام الشمسي تعيد توزيع كمية الضوء والإشعاع، ما يمكن أن يغير التطور المداري للأرض.
وأشار جوناثان هورنر وفريقه من جامعة جنوب كوينزلاند في أستراليا، إلى أنه "في نحو ثلاثة أرباع عمليات المحاكاة، بينما نتحرك نحو كوكب المشتري، الذي وضعناه في أماكن بعيدة، فإنه خلال 10 ملايين عام، تفكك النظام الشمسي، وبدأت الكواكب تتصادم ببعضها البعض وخرجت من النظام الشمسي".
وأضاف الفريق: "إذا كان مدار الأرض متغيرا مثل مدار عطارد، فإن كوكبنا لن يكون صالحا للسكن".
مع ذلك، فإنه في ربع عمليات المحاكاة، ظلت الأرض موطنا جيدا لازدهار الحياة، وهو أمر يتعارض مع فرضية "الأرض النادرة"، التي تقول بأن الحياة متعددة الخلايا والمعقدة (مثل الحيوانات)، التي ظهرت على الأرض، تحتاج إلى دمج ظروف فيزيائية وفلكية وجيولوجية صعبة الحدوث، وبالتالي، فإن الظروف على الأرض غير عادية لدرجة أنه سيكون من النادر العثور على أي شيء مشابه لها في أي مكان آخر من الكون.
وقال العلماء، إن نتائج المحاكاة تفتح، على نطاق واسع، إمكانيات العثور على حياة غريبة، حيث أنه لاكتشاف الكواكب الخارجية التي قد تكون صالحة للعيش، يجب الأخذ في الاعتبار عوامل مثل مدى بعد المسافات عن النجم ووجود صفائح تكتونية وحقل مغناطيسي قوي بما فيه الكفاية لحماية الغلاف الجوي، وكذلك، تأثير الأجرام السماوية المجاورة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك