في مقابل "لهيب" الشارع الذي فقد الثقة بالطبقة الحاكمة لاعتبارات واسباب محقّة، "برودة" سياسية في التجاوب مع مطالب المنتفضين بالاسراع في تشكيل حكومة مستقلّة يكون ممرها الالزامي الثقة الشعبية قبل ثقة المجلس النيابي.
فلا موعد محدداً للاستشارات النيابية المُلزمة وانما استُبدلت بمشاورات بين اهل الحكم، ولا المواقف السياسية "المتناقضة" بين المكوّنات تجاه شكل الحكومة تؤشران الى "جدّية" في التعاطي مع الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها البلد. في وقت لا تزال مجموعات الحراك الشعبي تحشد للنزول الى الشارع لقطع الطريق على القوى السياسية في تقاسم "الجبنة" الحكومية مجدداً تحت عناوين مختلفة.
وفي السياق، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار لـ"المركزية" "ان الحوار القائم خلف الكواليس بين مختلف القوى السياسية امّا بالمباشر او عبر وسطاء مفترض ان يصل الى صيغة حكومية مشتركة مع تحديد هوية رئيسها، وهذا ما يؤخّر تحديد موعد الاستشارات النيابية المُلزمة في قصر بعبدا".
ولفت الى "ان المعيار الاساسي لاي حكومة ستتشكّل يجب ان يكون ثقة الناس الذين نزلوا الى الشارع مطالبين بالتغيير".
وقال "نحن في ازمة عنوانها فقدان الثقة بين المواطن والدولة، ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عندما قدّم استقالته قال انه يريد احداث صدمة ايجابية من اجل اعادة ترميم هذه الثقة. فاذا شكّلنا حكومة لا تحظى بثقة الناس نأخذ البلد في اتّجاه منزلقات خطيرة".
وشدد على "ان همّ الرئيس الحريري مصلحة البلد لا البحث عن موقع في السلطة، لكنه في الوقت نفسه لن يتهرّب من تحمّل المسؤولية في حال سمّته الاكثرية النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة، الا ان الحكومة الجديدة لن تكون نسخة طبق الاصل عن السابقة، لان الظروف تغيّرت وبات الشارع هو معيار الثقة".
واشار رداً على سؤال الى "ان هناك خيارين على طاولة البحث: حكومة تكنوقراط تضمّ وزراء مستقلّين ومن اصحاب الاختصاص او حكومة تكنوسياسية مطعّمة بوزراء يمثّلون الاكثرية النيابية، مع الاخذ في الاعتبار رأي الشارع".
وذكّر بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطاب الذكرى الثالثة لانتخابه الى "تشكيل حكومة من اصحاب الاختصاص والخبرة يكون ولاؤهم للوطن لا الاحزاب"، معتبراً "ان هذه الدعوة تتلاقى مع ما ينادي به الرئيس الحريري وتُشكّل نقطة دفع مهمة في اتّجاه شكل الحكومة المقبلة".
من جهة اخرى، وتحديداً العلاقة بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" التي مرّت بفترة برودة نتيجة استحقاقات عدة قبل ان يلتقيا اخيراً في الاستقالة من الحكومة، ولو بفارق زمني، قال الحجار "لا شكّ ان مرحلة ما قبل الاستقالة ارخت بثقلها على العلاقات السياسية بين مختلف القوى وجعلتها تُعيد حساباتها السياسية، لكن يبقى ان اساس العلاقة التي تجمعنا بالقوات، صلب ، ونتمنى ان تكون الظروف التي مررنا بها اخيراً فرصة لاستخلاص العبر والدروسمن اجل المرحلة المقبلة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك