أعطتْ «الرسالة الأمنية» من «حزب الله» إشارةً بالغة السلبية حيال ما ينتظر لبنان الذي تزداد مؤشرات الخوف والهلع على واقعه المالي - الاقتصادي الذي لم يخفّف من وطأته استمرارُ المصارف بقفل أبوابها منذ 18 الجاري، ولا سيما بعد «جرس الإنذار» الذي قرعه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من أن «أياماً» تفصل لبنان عن «انهيار مالي»، قبل أن يسارع إلى توضيح أنه لم يتحدث عن أيام للانهيار وانما لضرورة ايجاد حل للأزمة القائمة، والتي وصل معها سعر تداوُل الدولار (تعاني الأسواق شحاً فيه منذ ما قبل الثورة) لدى الصيارفة الى نحو 1750 ليرة (السعر الرسمي ما زال نحو 1510 ليرات).
وفي موازاة تَرقُّب الخطوات الدستورية التالية ومنها تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة التي يجريها عون لتكليف رئيس للحكومة الجديدة في ظل رصْد إذا كان الحريري يمكن أن يقبل بمعاودة تكليفه، وهو ما ستعترضه الشروط نفسها التي أفضت إلى استقالته، وإذا كان ائتلاف عون - «حزب الله» يمكنه تحمُّل الأثمان السياسية ولا سيما الخارجية لـ«خسارة» الحريري على رأس الحكومة، استوقف كثيرين أن زعيم «المستقبل» ختم بيان الاستقالة بعبارة «حمى الله لبنان» التي ذكّرت بالجملة الشهيرة التي أنهى بها والده الرئيس رفيق الحريري رسالة استقالته العام 2004 قبل أشهر قليلة من اغتياله إذ قال «أستودع الله سبحانه وتعالى، هذا البلد الحبيب لبنان، وشعبه الطيب».
ورغم أن استقالة الحريري شكّلت مكْسباً للثورة التي حققت أول مطالبها منذ انطلاقتها، لم يظهر أن الشارع في وارد التراجع أو الاستكانة، أولاً لأنه اختار الردّ في الساحات على «اجتياح» «حزب الله» و«أمل» لمعقله في وسط بيروت، وثانياً لأن «الانتفاضة» تريد أن تبقى «قوة ضغط» على الأرض لتحقيق كل الأهداف بدءاً من تأليف حكومة مصغّرة من اختصاصيين تمهّد لانتخابات نيابية مبكّرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك