أكدت مصادر معنية بالاحتجاجات لـ "نداء الوطن"، أن المحتجين في صيدا، بدأوا يعدون العدة لايام طويلة من الاحتجاج الشعبي، إذ لا تلوح في الأفق أي بادرة لاستجابة السلطة لمطالبهم، وبالتالي انهاء "الاعتصام المفتوح" الذي اقيم عند تقاطع "ايليا" في وقت قريب، فشرعوا بتنظيم الحراك ورفده بباقات جديدة، مع انضمام قطاعات مهنية اضافية وتحويل المكان الى مساحة للتعبير عن الرأي الحر والحوار والنقاش.
ميدانياً، تبدل مشهد في اليوم الثاني عشر للحراك الاحتجاجي في صيدا، في استعادة لمشهدية اليوم الاول، لجهة إصرار المحتجين على الاضراب العام والاقفال التام بعدما بدأت الامور تنحو الى استعادة الحياة الطبيعية تدريجياً وخاصة في الاسواق ، فاستخدموا اساليب متعددة لتحقيق هدفهم بقطع الطرق الرئيسية والفرعية وشل الحركة التجارية مع ساعات الصباح الأولى، فعادوا الى إشعال الاطارات، واستخدام الدراجات الكهربائية لسرعة الانتقال الى مكان آخر على قاعدة "اقفل واهرب" ولوحظ ان المحتجين قطعوا معظم الطرقات بالعوائق الحديدية وحاويات النفايات والإطارات المطاطية المشتعلة واعتمدوا خطة متدحرجة في ذلك، من دون الاحتكاك المباشر مع الجيش.
وأبلغت مصادر المحتجين "نداء الوطن"، بان اصرارهم على هذا الاقفال التام، جاء على خلفية بيان أصدرته "جمعية تجار صيدا وضواحيها" ونفت فيه صدور اي بيان عنها يدعو الى الاضراب العام الاثنين في أسواق المدينة التجارية" وذلك بعدما جرى توزيع بيان باسم "تجار صيدا" يدعو إلى الإضراب العام تلبية لدعوة الانتفاضة الشعبية في كل المناطق اللبنانية، بعدما أدّى الكساد في الأسواق إلى انهيار أوضاع التجار وإفلاس الكثير منهم.
في المقابل، اخذت القوى الأمنية والعسكرية القرار في منع قطع الطرق واعادة فتحها سريعاً بمساندة من مخابرات الجيش، فحصلت عمليات "كر وفر"، عند مدخل المدينة الشمالي لجهة الاولي التي قطعها المحتجون بأجسادهم وبعض السيارات، حيث حصل احتكاك وتدافع، فأصيب ثلاثة اشخاص، وجرى توقيف خمسة آخرين قبل الافراج عنهم، بينما تعرض الزميل علي حنقير الى اعتداء من قبل احد المحتجين عند ساحة النجمة وسط مدينة صيدا وقام بمحاولة منعه من التصوير ومن ثم خنقه وندد الاعلاميون والسياسيون في مدينة صيدا بهذا الاعتداء.
وبعد اعادة فتح مدخل صيدا الشمالي تمركزت قبالة الملعب البلدي قوة كبيرة من الجيش منعاً لقطعها مجدداً، فيما انتقل المحتجون الى شارع حسام الدين الحريري واعتصموا امام مؤسسة "كهرباء لبنان" وقطعوا الطريق بأجسادهم لمنع الموظفين من الدخول الى مركز عملهم، ثم توجهوا الى "سنترال صيدا" على المسرب الآخر، حيث مركز "اوجيرو" للغاية ذاتها، فيما اقفلت غالبية المحال التجارية في الاسواق.
اعتصام وفتح طريق
وعند الظهيرة، توجه العشرات من المحتجين من تقاطع "ايليا" في مسيرة راجلة مروراً بمستديرة "الست نفيسة" وشارع "ناتاشا سعد" و"دلاعة"، وصولاً الى "مصرف لبنان" على بعد مئات الامتار من سراي صيدا الحكومي، حيث نظموا اعتصاماً وسط اجراءات امنية اتخذتها عناصر من الجيش، بينما ضربت عناصر قوى الامن الداخلي طوقاً امام المدخل. وهتف المعتصمون الذين رفعوا الاعلام اللبنانية، ضد سياسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي حملوه مسؤولية تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية.
وفي خطوة لافتة، عمدت بلدية صيدا الى رفع العوائق الاسمنتية التي كانت موجودة على تقاطع البوليفار الرئيسي بمحاذاة فيلا شفيق الحريري قبل تقاطع "ايليا" بعشرات الامتار وذلك في محاولة لتسهيل حركة انتقال المواطنين ومرور السيارات ما بين احياء صيدا الداخلية وشرقها عبر الست نفيسة - ابو دراع وصولاً الى حارة صيدا ووصلها ببعضها البعض عبر هذا التقاطع.
وعند تقاطع ايليا، عقد "تجمع المؤسسات الاهلية" في منطقة صيدا، اجتماعاً استثنائياً، حيث جرت مناقشة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية على ضوء الحراك الشعبي الاحتجاجي. وأعلن تجمع "مهندسون من صيدا والجوار"، تأييد الحراك الشعبي المطلبي المحق، وطالب نقيب المهندسين في بيروت وأعضاء مجلس النقابة اتخاذ موقف واضح من الحراك لجهة التأييد كونه يعبر عن واقعنا وعن مطالبنا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك