عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري برئاسة الوزير جبران باسيل، في المقر العام "للتيار الوطني الحر" - ميرنا الشالوحي.
بعد الإجتماع عقد باسيل مؤتمرا صحافيا تطرق فيه إلى آخر المستجدات والى احتفال "التيار" في ذكرى 13 تشرين.
وقال باسيل: "نحن اليوم لا نطرح موقف التكتل من الموضوع المالي والإقتصادي فقط، بل تعرفون أننا طرحنا الورقة الإقتصادية والمالية خاصتنا، ونقول اليوم اننا لم نعد نملك خيارا إلا هذا الطرح الذي هو سلة متكاملة، موازنة وإصلاحات وإجراءات. ولم نأت لنقول إننا سنفرض هذا المشروع، أبدا، بل إننا واعون تماما أن القضية تحمل الكثير من الأفكار، لا تنتهي، ولكن المبدأ لم يعد يحتمل أن نزعزع به، حيث أننا في حاجة إلى أن ننجز موازنة فيها إصلاحات، وإلى جانبها مجموعة إصلاحات جذرية، تعيد ثقة المواطن بالدولة، وثقة الدول فينا. إن الهيئات الدولية المهتمة بمساعدة لبنان؛ وبالتالي نحن نتحدث عن رؤيا شاملة وسلة كاملة فيها ترابط للمواضيع، وضعناها تحت عناوين الموازنة أولا، وثانيا العجز التجاري وميزان المدفوعات، ثالثا الإقتصاد، رابعا موضوع النازحين بجسامته الإقتصادية على البلد، وخامسا الإفادة من ثروات لبنان، وطرقنا مشروع إنشاء صندوق سيادي يسند حقوق لبنان السيادية، جزئيا كي نحسن الخدمات ولنؤكد مداخيل عالية للدولة اللبنانية من دون أن نخسر حقوقنا السيادية الكاملة على هذه القطاعات".
وأضاف: "الفرق بين الموازنتين السابقة والحالية، أننا سابقا كنا نقول بضرورة إصدار موازنة مع إصلاحات بأكثر قدر ممكن، ولكن من الضروري أن تصدر. هذه المرة نقول أيضا بضرورة صدورها، غير أن الفرق أن من الضروري أن تصدر الموازنة الجديدة سريعا، لأن وزير المال قدمها باكرا، ويمكننا تقديمها في الوقت المحدد. ولكن نضرب الموازنة ونعطلها إن لم تصدر معها الإصلاحات اللازمة. وأعطي مثالا على ذلك موضوع الكهرباء: فهو ينعكس مباشرة داخل الموازنة، فكيف سنصفي العجز أو نخفضه إن لم ننفذ مشروع الكهرباء؟، وبالتالي نحن مجبرون بهذه الإصلاحات وضمنها الكهرباء، ومنها التهريب الجمركي، وإقفال المؤسسات والإهدار، وكل ذلك ينعكس مباشرة على الموازنة، وهذه التفاصيل تجعل من الموازنة مختلفة، وكذلك الأرقام التي تأتي نتيجة هذه الإصلاحات التي يعمل لها. وبالتالي لا يجوز أن تصدر الموازنة ولا يصدر معها الحد الأدنى من هذه الإصلاحات ويكون لدينا الضمانات السياسية، إتفاق واضح لكل اللبنانيين لكل ما سيأتينا لاحقا من إصلاحات أخرى، لأننا نعرف أننا لن نستطيع إنجاز كل الإصلاحات اليوم، بل ثمة ما سيأتي قبل الموازنة ومعها وبعدها".
وتابع الوزير باسيل: "نريد أن يطاول الإصلاح كل شيء من دون إستثناءات، ومن دون حمايات، أو امتيازات. هذه فرصة وقد يكون الأمر: رب ضارة نافعة، قد يكون هذا الوجع والألم الإقتصادي والمالي الذي نعيشه، مناسبة لكي نصلح كل هذه التراكمات والأخطاء المالية والإقتصادية التي يعيشها البلد. نحن في نهج مالي إقتصادي، أعتقد أن الجميع أقر بأنه خاطئ، ويجب تغييره؛ ليس هذا اتهاما لأحد، بل هو وصف لواقع، إن لم ندركه لا نستطيع تغييره، وبالتالي اليوم، قد يكون نتيجة هذا الوجع والضغط، أن تكون هذه فرصتنا لأن تبادر إلى التغيير اللازم. وأول الأمور مرتبط بفكرة الثقة كي تتكون ثقة الناس. هم في حاجة إلى أن يعلموا أننا نقوم بما هو كامل، كي يعطونا الفرصة، وإلا فلهم الحق في ألا يعطونا هذه الفرصة".
وأردف: "إذن يفترض بالإصلاح أن يكون شاملا، بمعنى أنه عندما يطاول السياسيين وحصصهم وامتيازاتهم في الدولة، عندها يمكن أن يطاول المواطنين، وليس قبل ذلك؛ عندما يطاول الأغنياء وبنسب كبيرة، عندها يمكن أن يطاول الفقراء أيضا، وبنسب صغيرة، وليس قبل. عندما يطاول كل موظفي القطاع العام وفي الشكل اللازم، عندها نستطيع القول بعد ذلك اننا نريد ان نبلغ العسكريين والقضاة... وليس قبل ذلك، لأنني واثق بأن اللبنانيين عندما يرون أن ثمة عدالة، الكل يضحي ويشارك؛ ولكن حق كل اللبنانيين أن يقولوا (نحن لا نريد التضحية، لأننا لا نصدقكم: ستأخذون منا ولن تعطونا، ولا نريد أن نضحي)، ولكن عندما يتساوى الجميع، كل على مقداره بالتضحية، الكل سيقومون بهذه التضحية وسيشاركون".
وقال الوزير باسيل: "ثمة ورقة إقتصادية اتفق عليها في اجتماع بعبدا بمشاركة كل الأفرقاء السياسيين داخل الحكومة وخارجها، تلك الممثلة في المجلس النيابي، ونحن بعد هذه الورقة التي حازت الإجماع، وأكثر من يطالب فيها ويذكر بها في كل مرة هو دولة الرئيس (نبيه) بري، وهو يدفع في اتجاه تنفيذ هذه الورقة ويخلص البلد، وهذا صحيح؛ تقدمنا نحن بعدها كتكتل، بورقة بأفكار عملية نوعا ما، متنوعة ومنبثقة منها، مع أفكار عملية معينة، وأفرقاء آخرون أيضا قاموا بالأمر نفسه. من فترة قريبة بعد عودتنا من الولايات المتحدة، ونحن نقوم بجهد مشترك معا، للخروج بأفكار عملية في ورقة موحدة نستطيع القول إنها يمكن ان تترافق من الموازنة، وباتت ثمة أفكار كثيرة وافق عليها أفرقاء كثر ونستطيع القول إننا نخطو خطوات في هذا المجال. كذلك نرى الحكومة تجتمع وبكثافة، واللجان الحكومية تجتمع بكثافة، ونرى أننا نقترب بالأفكار، فمنذ قليل صدر بيان لكتلة المستقبل، نحن نؤيده بالكامل، لا نريد شيئا سوى تنفيذه وسيمشي الحال".
وأردف: "في الإجتماع الأخير للحكومة قمت بمداخلة في هذا المعنى، أننا نريد موازنة مع إصلاحات كاملة، القوات اللبنانية تحدثت بعدي وأيدت موقفي ونحن نؤيدهم في ما يطرحونه من أفكار، إذن أرى أننا نظريا متفقون كلنا، ماذا يبقى؟ يبقى التنفيذ، ولكن التنفيذ الآن وليس لاحقا، إذا كانت النية السياسية موجودة، والعمل ينجز والأفكار تتلاقى، يعني علينا بالتنفيذ، وهذا ما يجدر بنا التركيز عليه. الزميل ابرهيم كنعان قال "عوض حملة فل، فليقوموا بحملة نفذ، فإن سمحتم نريد أن نطلق اليوم بإسم التكتل حملة "نفذ". هذا ما ينقص في البلد وهذه هي المشكلة والطامة الكبرى صدقوني. هناك حلة كسل وجهل،عدم معرفة، عدم إدراك لحجم الأمور، عندما يرانا الناس نعمل ليل نهار، نصدر قوانين، قرارات، مشاريع للتنفيذ، نحن نعد قانونا ولا نذهب الى تنفيذه، هذا الأسوأ".
"كم نفذ من الموازنة التي صدرت"، سأل الوزير باسيل، "وكم شرع بالجباية؟ لماذا؟"، ليجيب: "لأنك تنظر فترى وزارات عليها مسؤوليات، وعليها تنفيذ أمور لم تنفذها".
وقال: "عوض ان نلتهي بالكلام، علينا أن نعمل وعندها يرى الناس أن هناك ماكينة عمل في البلد. بكل معنى الكلمة الإلحاح الذي نحن فيه، يستوجب أن تكون عندنا هذه الورشة ليل نهار، كل الناس منكبة على العمل، ونحن طرحنا آلية تنفيذ لا تمس بصلاحيات أحد، وبصراحة لا تسجل الإنجاز لأحد، لأن لا أحد اليوم سينجز منفردا، إما ننجز كلنا أولا أحد ينجز. إما كلنا نخسر فلا أحد سيخسر لوحده، هذه الحسابات السياسية غلط: إما نربح جميعنا وإما لا أحد يربح لوحده، وهذه المعادلة يجدر ألا يخدع أحد بها".
"كم نفذ من الموازنة التي صدرت"، سأل الوزير باسيل، "وكم شرع بالحباية؟ لماذا؟"، ليجيب: "لأنك تنظر فترى وزارات عليها مسؤوليات، وعليها تنفيذ أمور لم تنفذها".
وقال: "آلية التنفيذ هذه تشمل الجميع. نحن اقترحنا أن تكون هناك دائرة أولى بشكل دوري، أسبوعي بالحد الأدنى، رئيس الجمهورية، رئيس المجلس النيابي، رئيس الحكومة، وزير المال، وزير الإقتصاد وحاكم مصرف لبنان معهم، لأن سياسة المصرف المركزي ليست خارجا عن سياسة الحكومة، بل بالتنسيق مع الحكومة، السياسة النقدية، دوريا ودائما، الجميع يتكلم مع الجميع وليس كل يتكلم مع الآخر على حدة، وكل يملك نسخته من القصة؛ المسؤولية تحتم علينا أن يجلس الجميع مع بعضهم البعض دائما ويرى اللبنانيون ذلك ليكون هناك جواب واحد من الكل، لماذا جرى بالدولار ما جرى؟ وليس أن كل واحد يعطي تفسيرا، رؤية ونظرة خاصة لما حدث، ليكون هناك واقح واحد وجواب واحد. ثمة جزء تنفيذي تنسيقي يتطلب أن ننزل الى دائرة ثانية، حلقة ثانية فيها وزراء أكثر معنيون، عظيم، يكون ثمة حلقة ثانية، وإن تطلب الأمر حلقة ثالثة من الخبراء والمستشارين، تعقد اجتماعات كل ساعة وليس كل يوم، وكلنا نعمل في شكل جدي ويلتقون مع بعضهم بدليل انهم وصلوا في الايام القليلة المقبلة الى افكار عملية كثيرة،نستطيع ان نقرها غدا،هذا كله يظهر ان هناك ورشة عمل هي بحد ذاتها اشارة ثقة للبنانيين لاقناعهم بان هناك ورشة اصلاحية في البلد، وان هناك قرارات تصدر عن سيدر والمشروع الاستثماري وماكينزي الذ لم نضع له آلية تنفيذ في الحكومة حتى الان ويحتاج الى قرار،كذلك الاسكان المرفأ والميدل ايست،الفساد وقوانينه،التهريب الجمركي الذي وضعنا الخطة التنفيذية لايقافه، وقف الهدر في المؤسسات، النازحين،الكهرباء، وقد أنجزنا الخطة وكلفنا وزيرة الطاقة بتنفيذها مع دفاتر المناقصات ،فهل نقول لها اليوم اننا نريد ان نغير الخطة،اليس هذا الامر ضربا للموازنة،هل نستطيع ان نؤجل مع كل هذه الاعباء؟"
وأضاف باسيل: "علينا ان ننجز معا، ونستطيع ان ننهي الموازنة بسرعة بما فيها وبما معها من اصلاحات مطلوبة وهذا الشيء هو خلاص اللبنانيين لان الوضع صعب، لكنه ليس مستحيلا ولا مضخما بخاصة واننا شعب وبلد لديه قدرات اقتصادية ومالية لينهض من جديد ويصحح الوضع، لان لا خيار امامنا ولا بدائل، هل الإشاعات والتهويل والاستهداف السياسي هو الحل؟، أم علينا ان نقدم للناس اعمالا جدية وليس كلاما ليقتنعوا بأننا قادرين على العمل والإنجاز والا سنشهد كل يوم تبعات المؤامرة الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان، نعم انا اقول وبكل مسؤولية ان لبنان يتعرض لمؤامرة اقتصادية، لكن هذا لا يعفينا من مسؤولياتنا، نحن نتحمل مسؤولية لاننا سمحنا لاقتصادنا وماليتنا ان تصل لهذا الضعف بعقوبة من هنا وبأشاعة من هناك ،حتى ان البلد لم يعد يتحمل تصريحا واحدا ،والوضع لم يعد يحتمل، امام هذا الوضع علينا ان نختار بين الاشاعات وبين العمل (عمل، قانون، انجاز) هذه امور متوافرة ونحن نقوم بها، لكن ما ينقصنا هو التنفيذ، لم يعد مسموحا بعد اليوم الا نعرف لماذا فقد الدولار اليوم من الاسواق؟ ولماذا اصبح متوافرا لاحقا؟، لماذا فقد البنزين؟ ولما عاد متوفرا؟، كل هذه المواضيع تستغل لزعزعة الثقة اكثر فأكثر وتخويف اللبنانيين بدليل اننا عشنا يومين من الذعر ثم انتهوا ،ماذا حصل؟هلل هناك احتياط يبلغ 38 مليار ونصف دولار في البنك المركزي ام لا؟ هل هناك 37 الف مليار ليرة في المصرف ام لا؟ كم يستجوب حجز هذه الكمية، لماذا يتوقف الاسكان ومن ثم نقرر صرف الاموال واعطاء قروض اسكانية، قد يكون هذا القرار صحيحا لكني كمسؤول لا اعرف السبب، هذه امور يجب ان تخضع للمكاشفة وللمصارحة الكاملة بين كل اللبنانيين وكل المسؤولين، فهذه ليست مسؤولية حاكم مصرف لبنان وحده ولا وزير المال وحده ولا وزير الاقتصاد وحده لا حتى رئيس الجمهورية او الحكومة، هذه مسؤولية مشتركة فهذا بلدنا وهذا نظامنا علينا ان نتحمل هذه المسؤولية معا"
وأردف: "علينا ان نبذل كل ما نستطيع من مرونة واستعداد ونخوة وطولة بال لحل المشكلة بأجراءات حاسمة، ولا نستطيع ان نبقى متفرجين ننتظر الناس لتنزل الى الشارع وتعترض... نحن معترضون أكثر، لكن بحكم المسؤولية نجلس إلى الطاولة ونشارك ونتوافق لان لا حل آخر. غير أن هذا لا يعني ان نصبح عرضة للحملات والتهويل والتمسيح فينا، نحن مدعوون كلنا في التيار الوطني الحر الى لقاء في 13 تشرين لتكريم شهدائنا، لكن تكريمهم الحقيقي عندما نحقق الاهداف التي استشهدوا من اجلها، وهي بناء الدولة ووطن فيه كرامة، ومن غير المسموح المس بكرامة رئيس الجمهورية، لان ذلك هو مس بكرامة كل المواطنين، كما ومن غير المسموح أن يحصل هذا الكم من التضليل التزييف بتحمل المسؤوليات، هذا موضوع لا نستطيع ان نقبل به، واجتماعنا المركزي في الحدد على باب بعبدا وما تمثله في 13 تشربن يهدف الى ان تفهم كل الناس من نحن وما هو موقعنا... ومن قام من تحت تراب 13 تشرين لا يصعب عليه ان يقوم من تحت الانقاض الاقتصادية التي نعيش فيها".
وختم باسيل:"نحن قادرون، وبكل وعي ومسؤولية وادراك للوضع وثقة بالحلول التي وضعناها، نعم قادرون على الخروج من هذا الوضع الاقتصادي والمالي الصعب، والمطلوب تنفيذ الافكار التي وضعناها معا كيلا نذهب كلنا الى خيارات اخرى لا نريدها، لكل منا خياراته وشارعه وقوته، فلنجمعها كلها حتى نخلص الاقتصاد لا ان نذهب في استهدافات وتشاطر، ونعتقد ان ما يحصل هو مقدمة لضرب بعضنا البعض ونخرب البلد، لان الخراب سيكون علينا كلنا، يدنا ممدودة للجميع والكل قادر على الانقاذ ونأمل في ان نرى ورشة عمل تعمر ولا تدمر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك