افتتحت أمس مدرسة "فال بار جاك" Val Père Jacques لراهبات الصليب يوبيلها المئوي الاول بقداس ترأسه البطريرك بشارة الراعي في حرم المدرسة في بقنايا مع لفيفي من المطارنة والكهنة. وعلى وقع اناشيد الجوقة التي ضمت قدامى وأهل وأساتذة بقيادة الأخت ليونتين حديد، اتخذ اليوبيل شعار " بالعناية نستمر" من وحي روحانية مؤسس المدرسة الطوباوي الاب يعقوب الكبوشي الذي عرف برجل العناية الإلهية.
وقبل قراءة رسالة الحبر الأعظم البابا فرنسيي للمدرسة، استهل الافتتاح بكلمة ترحيب من رئيسة المدرسة الأخت ماري يوسف أدلت خلالها بقسم تعهدت فيه بأن تحفظ أمانة الطوباوي أبونا يعقوب وأن تبقى مدرسة فال بار جاك "المدرسة" التي تربي الانسان بشموليته وقالت: " نعدك بأن ننقش الطفولة بذهب القيم والمثل، بذهب العلم والمعرفة، بذهب الإبداعية"
اما البطريك الراعي فقال في عظته:
"يسعدني أن أرفع معكم ذبيحة الشّكر لله الذي قاد بعنايته مسيرة هذه المدرسة، صامدةً بوجه ثلاث حروب: إثنتين كونيّتين وواحدةٍ داخليّة. نشكر الله على أنّه حفظها فظلَّت أمينةً لوصيّة مؤسّسها: "ما يُكتَب على صفحات الطّفولة، لا تقوى يدٌ بشريّةٌ على محوه". من أجل هذه الغاية وَسَّعَت أبنيتها وملاعبها، وانتقت خِيرة المعلّمين والمربّين، ورَفَعَت مستوى التّعليم والتّربية على نهج الطّوباويّ أبونا يعقوب، ونوَّعَت نشاطاتها. وهي بمحبّة المسيح تربّي طلاّبَها الألفين والخمسماية، وتتعاون مع مئةٍ وسبعين مدرِّسًا، ومئة موظَّف. إنّنا نحيّيهم جميعًا ونتمنّى لهم دوام النّجاح والازدهار وفقًا لروحانيّة أبونا يعقوب ونظرته.عظة البطريرك
وأضاف:"إنّ ثانويّة Val Père Jacques ترى نفسها في هذا اليوبيل المئويّ لتأسيسها أمام تحدّياتٍ روحيّةٍ وأخلاقيّةٍ واجتماعيّةٍ ووطنيّة، هي حاجات شعبنا اليوم وعائلاتنا وأجيالنا الطّالعة. هذه الحاجات تناقضها الممارسة السّياسيّة عندنا وقد طغى عليها الفساد، والممارسة الطّائفيّة والمذهبيّة، والسّعي إلى الغنى غير المشروع، وتسييس المشاركة في الحكم والإدارة وجعلها محاصصة، والتّدخّل السّياسيّ والحزبيّ الضّاغط على القضاء. فإذا بنا أمام تقويضٍ للدّستور بنصّه وروحه، وتشويهٍ لفلسفة الميثاق الوطنيّ.
إنّ هذه التّحدّيات تندرج في الرّسالة التربويّة التي تنهض بها Val Père Jacques، كما مثيلاتها من المدارس الكاثوليكيّة. فلا تستطيع مدارسنا أن تكون في موقع المتفرِّج، بل عليها أن تربّي أجيالنا على التّقيّد بالقيم الرّوحيّة والأخلاقيّة، والعيش وفقًا لمقتضيات الإيمان المسيحيّ، وعلى المبادئ الأساسيّة الوطنيّة كمسلّمات العيش المشترك في المجتمع اللّبنانيّ الواحد، وهي أربع مسلّمات تشكّل معنى لبنان: الحريّة، المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين دونما تمييز، العيش الكريم على أرض الوطن، التّكامل والتّضامن في إطار الدّولة الواحدة وبالولاء التّامّ للوطن الواحد.
مدارسنا مدعوّةٌ لتعزّز في قلوب أجيالنا الطّالعة محبّة الوطن والولاء له ومعرفة قيمته بميزاته، ودوره ورسالته في بيئته المشرقيّة. وهي مدعوّةٌ لتربّي أجيالنا الطّالعة على قدسيّة الواجب والحريّة المسؤولة التي تتحرّك في خياراتها بين ما هو حقٌّ وجميل، وعلى معرفة الآخر المختلف واحترامه في ثقافته. إذا ربَّينا على هذه القيم المقرونة بالعلم الرّفيع، هيَّأنا لوطننا أحسن مواطنين، وأفضل مسؤولين سياسيّين."
وفي الختام، سلمت الرئيسة العامة لراهبات الصليب الأخت جانيت بو عبدالله البطرك الراعي كتاب اليوبيل تحت عنوان "وأزهر الحلم" والذي هو عبارة عن بحث في تطور التربية انطلاقا من روحانية أبونا يعقوب الكبوشي من إعداد الدكتور جورج باسيل والأستاذ أنطوان اسطفان. بعدها غرس البطرك الراعي شجرة زيتون باسمه.
وقبل نخب الاختتام، تم عرض وثائقي أعده خصيصا للمناسبة داني البستاني كما أغنية اليوبيل من كلمات ايلي حنا والحان فادي ابي هاشم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك