نصح الأطباء النساء بألا يلدن في الماء، إذ أُصيبت طفلة حديثة الولادة في كندا بعدوى هددت حياتها بعد أن وُلِدت في حوض استحمام ساخن.
تمت ولادة الطفلة بعد أن أتمت مدة الحمل الطبيعية، فيما كانت بصحة جيدة عند ولادتها، بيد أنها نقلت إلى المستشفى بعد 8 أيام نتيجة إصابتها بارتفاع في درجة الحرارة وضعف التغذية والإرهاق، ثم نقلت إلى وحدة العناية المركزة (ICU) بسبب فشل أجهزة جسدها، وفقاً لما ذكره الباحثون في مجلة الجمعية الطبية الكندية CMAJ.
وقد تم تشخيص إصابتها بالتسمم، وهي استجابة مناعية مهددة للحياة ناتجة عن عدوى بكتيريا يُطلق عليها "الليجيونيلا" التي تمكنت من الدخول إلى مجرى الدم. إذ تنمو هذه البكتيريا في المياه الدافئة، وحوض الاستحمام الساخن، الذي كان قد مُلئ قبل أيام من ولادتها، قد خلق بيئة مثالية للعدوى.
وقد سلطت تجربة هذه الطفلة الضوء على نتيجة حادة ومميتة للأطفال حديثي الولادة عند ولادتهم تحت الماء، خاصة عندما يتم استخدام أحواض مياه ساخنة ملئت مسبقاً، جاء هذا وفقاً لما ذكرته الدكتورة ميشيل بارتون من جامعة ويسترن في لندن بـOntario.
وقالت بارتون: "على الرغم من أن ملء حوض استحمام ساخن طازج قد يقلل من خطر الإصابة بهذه البكتيريا، إلا أنه لا يزال من المحتمل حدوث إصابات خطرة لدى الأطفال حديثي الولادة الذين تكون أجهزتهم المناعية ضعيفة جداً".
وقد وُلدت الطفلة تحت الماء في حوض استحمام ساخن في المنزل، تحت إشراف قابلة. وقد تم ملء حوض الاستحمام الساخن قبل 3 أيام من الولادة، وهي مُمارسة يمكن أن تؤدي إلى زيادة تركيز بعض أنواع البكتيريا مثل بكتيريا "الليجيونيلا" في الماء إذ تنمو وتزدهر في درجات حرارة ما بين 20 إلى 42 درجة مئوية (أو 68 إلى 107.6 درجة فهرنهايت).
وبعد إجراء اختبارات متعددة، بدأت الطفلة برنامج علاج من المضادات الحيوية لعلاج العدوى التي ساعدتها على التحسن. كما أمضت 5 أسابيع على جهاز التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة قبل أن تغادر المستشفى.
وقالت بارتون أنه كان من المحتمل أن تموت الطفلة، لولا الاختبارات التي قامت بها ونظام المضاد الحيوي التي تلقته وهو مُصمم خصيصاً لهذا التشخيص. وقال الباحثون إن الأطباء في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ينصحون بعدم الولادة في أحواض المياه الساخنة أو برك السباحة التي تحمل تيارات المياه بسبب زيادة خطر التلوث، كما أنهم يحذرون من ملء الأحواض مسبقاً.
فيما غردت مجلة الجمعية الطبية الكندية CMAJ على تويتر قائلة: "الولادة في حوض الاستحمام الساخن قد تؤدي إلى تعفن الدم وتهديد حياة الطفل". ووفقاً للكلية الأميركية لأطباء التوليد (ACOG) فبالنسبة للأمهات، يساعد الماء على تخفيف ألم الولادة، ويقلل من الحاجة إلى التخدير الموضعي، كما يحتمل أنه يسرع مرحلة الألم الأولى التي تسبق عملية توسيع عنق الرحم، ليكون الطفل مستعداً للظهور.
وقال الدكتور جوزيف واكس، رئيس رئيس لجنة ممارسة التوليد بالكلية الأميركية لأطباء التوليد ومؤلف المبادئ التوجيهية: "بالرغم من أن المضاعفات التي صاحبت الولادة في المياه وتم توثيقها نادرة، إلا أنها خطرة جداً، ولأن الأدلة على الفوائد التي قد تفوق هذه المخاطر قليلة، فيجب على النساء تجنب الولادة في الماء".
وقال واكس، وهو باحث في كلية الطب بجامعة تافتس في بوسطن، "من المستحسن أن تتم الولادة على الأرض وليس في الماء".
فيما أشار الدكتور ألاستير سوتكليف، الباحث في معهد صحة الطفل في كلية لندن الجامعية، والذي لم يشارك في تقرير تلك الحالة، إلى أن أحواض المياه الساخنة خطرة بشكل خاص.
بينما قال سوتكليف عن طريق البريد الإلكتروني "المياه الدافئة هي بيئة مثالية لنمو بعض الأنواع من البكتيريا"، وأضاف: "الأطفال ليسوا دلافين - أولئك الذين يولدون تحت الماء - البشر هم ثدييات برية".
هذا، وقال الدكتور آموس غرونباوم، الباحث كلية طب ويل كورنيل في جامعة كورنيل وهو أيضاً لم يشارك في تقرير تلك الحالة: "لا توجد إشارة تدل على أن المكوث في الماء لمكافحة الألم الذي يسبق الولادة ضار". كما قال غرونباوم عن طريق البريد الإلكتروني: "المضاعفات الفعلية التي تحدث للأطفال حديثي الولادة بعد الولادة تحت الماء غير معروفة لأنه لا توجد دراسات سكانية حول هذا الموضوع"، وتابع: "ولكن المضاعفات يمكن أن تكون خطيرة بما فيه الكفاية للتوصية بعدم الولادة تحت الماء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك