فيما يشك قسم من اللبنانيين في إمكان حصول الانتخابات النيابية المقبلة، بدأت الأحزاب تعد العدة لها باكرا. وفي السياق، تتجه الأنظار إلى الدائرة الشمالية المسيحية التي تضم أقضية زغرتا- بشري - الكورة- البترون. ذلك أن، في موازاة ترقب مشهد التحالفات في هذه الدائرة يعتبر كثيرون أن المعركة التي ستشهدها رئاسية بامتياز، وقد تعطي صورة أولية عن المشهد الرئاسي بعد 5 سنوات من اليوم. وفي هذا الاطار، يتحدث البعض عن "تصفية حسابات سياسية ورئاسية" بين حلفاء الأمس في صناديق الاقتراع. بدليل الكلام الذي نسب إلى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عن "أهمية الفوز في البترون"، في موقف اعتبر أول غيث المنازلة الانتخابية مع "الخصم" السياسي، الوزير جبران باسيل.
وفي تعليق على هذه الصورة، اعتبر عضو كتلة تيار المردة النائب سليم كرم عبر "المركزية" أن "النائب سليمان فرنجية يتمتع بقوة كبيرة في البترون، علما أن التحالفات الانتخابية التي ستطبع المرحلة المقبلة تتيح له التفكير في كثير من الأمور، بينها وزير الخارجية جبران باسيل، مع الاشارة إلى أن الاستحقاق الرئاسي المقبل يعدّ أهم من النيابة، ورئيس المردة متأكد من قوته وحجمه في منطقة البترون".
وأعرب كرم عن اعتقاده أن "أم المعارك ستكون في الكورة لأنها تحوي مزيجا من كل الأطراف، على المستويين الحزبي والديني. أما في البترون، فالقوى المؤثرة معروفة، وإن كان الكتائب والقوات سيلعبان الدور الأهم، إلى جانب الحضور القوي والمهم للنائب بطرس حرب".
وفيما يتطلع البعض إلى احتمالات تجسيد المصالحة القواتية العونية في انتخابات الشمال، يبدو لافتا أن المشهد الانتخابي الشمالي يوحي باحتمال التقاء التناقضات السياسية على مواجهة رئيس التيار الوطني الحر. من جهته، أشار كرم إلى أن "الوزير باسيل يخوض معركتي الرئاسة والنيابة في الوقت نفسه. ذلك أن منصبه الوزاري لا يعطيه حصانة. ويعتبر أن النيابة ممر إلى الرئاسة".
وعن تحالفات تيار المردة في هذه المنطقة التي تسجل حضورا قويا لخصوم فرنجية التقليديين لا سيما الكتائب والقوات والنائب حرب، وإن كانت طريق بنشعي - معراب تفتح شيئا فشيئا، قال "إنني أشك في إمكان إجراء الانتخابات، تماما كما في إمكان اعتماد القانون الجديد لأنه يحتاج كثيرا من التعديلات، خصوصا أن إجراء الاستحقاق يستدعي تبيان اتجاه المشهد الاقليمي. أما في حال حصول الانتخابات، فإن النائب بطرس حرب قريب إلينا أكثر من باسيل، إلى جانب نوع من نفور قواتي إزاء باسيل، بفعل تصرفاته الكيدية في كل الملفات. وفي ما يخص الكتائب، فنحن لم نلتق قبل الطعن بالضرائب. أما بيننا وبين القوات، فإن الامور تلين شيئا فشيئا، وسينفرون من باسيل قبيل الاستحقاق، علما أن التقارب بيننا ليس موجها ضد رئيس التيار العوني، بل عن اقتناع بضرورة الخروج من الصفحة الماضية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك