رأى مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن المتقاعد وهبي قاطيشا، أن "المصالحة بين القوات وتيار المردة تسير بخطوات بطيئة وبعيداً عن الأضواء الإعلامية لتفادي التنغيص عليها وعرقلتها من قبل المتضررين المحليين منهم والإقلميين"، مؤكداً بالتالي أن "هذا المسار الوطني الذي يرسمه د. جعجع بدقة وعناية فائقة، لابد من ان يصل الى خواتيم سعيدة تعيد للمسيحيين دورهم الريادي في المعادلة اللبنانية"، مشدداً على أن "كل القوات اللبنانية عازمة على استكمال عناصر المصالحة مع المردة، إيمانا منهما بأن الدولة الحقيقية والقوية لا تكتمل عناصر قيامتها إلا بوحدة المسيحيين وبطي صفحة الخلافات بينهم وببلسمة الجراح مهما كانت عميقة وقاسية".
وردا على سؤال، لفت وهبي في تصريح لـ "الأنباء"، الى أن "الظروف المحلية والإقليمية تحول دون تسريع خطوات المصالحة بين القوات والمردة، وبالتالي فإن عملية تبديد اسباب الخصام الكبير بين معراب وبنشعي غير متوقفة على قرار من الطرفين، انما هي مرتبطة بعوامل اقليمية وأهمها ايجاد حل لنظام الاسد في سوريا، خصوصاً أن الأسد ووكلاءه في لبنان يعتبرون انفسهم متضررين من كل مصالحة بين المسيحيين لأنهم يدركون ان قوتهم السياسية لا تقوم الا على شرذمة المسيحيين عبر تحويلهم الى مجموعات وأحزاب متصارعة سياسياً وعقائدياً، وهو ما فعلته مخابرات النظام في زمن وصايتها على لبنان".
واستطراداً، أكد قاطيشا أن "التقارب بين القوات والمردة لا ولن يخدش المصالحة التاريخية بين معراب والرابية، لا بل يتكامل مع كل المصالحات الداخلية سواء بين المسيحيين او بين اي فريقين لبنانيين باستثناء الخارجين منهم عن الشرعية اللبنانية ذوي الاجندات الاقليمية، وإذا كان هناك من يعتبر ان التقارب بين القوات والمردة يحد من طموحاته وأحلامه، فعليه ان يعيد حساباته لأن قطار معراب باتجاه تلاقي المسيحيين حول مشروع الدولة انطلق، ولن تتمكن اي قوى محلية كانت ام خارجية من فرملة مساره او من اخراجه عن سكته المرسومة بدقة بعناية".
وختاما أكد قاطيشا أن "النائب ستريدا جعجع ما كانت لتتقدم بكل ثقة وشجاعة باعتذارها من اهالي زغرتا فردا فردا لولا ايمانها بأن وحدة المسيحيين وكل اللبنانيين اهم وأسمى من الحسابات الشخصية والخاصة، علما ان النائبة جعجع لم تقصد اهانة الزغرتاويين او حتى خدش مشاعرهم، الا ان المتضررين من التقارب بين القوات والمردة اصحاب الاجندة الاسدية - الايرانية، ارادوا الاستثمار في كلامها لصالح سياساتهم وطموحاتهم، الا ان ما فات هؤلاء هو ان القوات اللبنانية وعلى رأسها د. سمير جعجع تتميز عن غيرها من المكونات السياسية بشجاعة الاعتذار والاعتراف بالخطأ".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك