خطأ صغير وقف حجر عثرة أمام قراصنة كوريا الشمالية عندما حاولوا سرقة مليار دولار من مجلس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك العام الماضي، إلا أنهم تمكنوا في نهاية المطاف من الاستيلاء على 81 مليون دولار ولم يعودوا خاويي الوفاض.
ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن جيش كوريا الشمالية الإلكتروني يضم أكثر من 6 آلاف "هاكرز"، مشيرة إلى أن همهم هو "الأموال وليس الأسرار".
وأضاف التقرير أنه "في خضم اهتمام الدول بتقدم بيونغ يانغ في تطوير قدراتها النووية، يعمل الكوريون الشماليون في صمت من خلال اختراقات إلكترونية تستهدف سرقة مئات الملايين من الدولارات".
يقول المحللون الغربيون إن "القرصنة هي سلاح شبه مثالي لدولة معزولة مثل بيونغ يانغ"، مشيرين إلى أنه "لا توجد أي دولة سترد على هجوم إلكتروني بهجوم عسكري وهو الأمر الذي يريّح نوعا ما كيم جونغ أون ومستشاريه".
وقال كريس إنغليس، نائب سابق لمدير وكالة الأمن القومي، إن "القرصنة أداة للوصول إلى السلطة صالحة لدول مثل كوريا الشمالية"، وأضاف "القرصنة تضع مساحات كبيرة من البنية التحتية للدول الكبيرة في خطر كما أنها مصدر جيد للدخل".
وأوضح إنغليس "يمكن القول إن كوريا الشمالية تتوفر على أحد البرامج الرقمية الأكثر نجاحا على كوكب الأرض.. ليس لأنها متطورة تقنيا، ولكن لأنها حققت كل أهدافها بتكلفة منخفضة جدا".
وتابع "في الواقع، الإنترنت بالنسبة لكوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية وأميركا ما هو إلا وسيلة لكسب تفوق تكتيكي في حربهم النووية والصاروخية".
وكان تقرير نشر الأسبوع الماضي ذكر أن قراصنة كوريين شماليين سرقوا مئات البيانات العسكرية السرية من كوريا الجنوبية بينها خطط عمليات حربية مفصلة تشمل حليفها الأميركي.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الحاكم ري تشيول-هي إن القراصنة اخترقوا شبكة الجيش الكوري الجنوبي في أيلول الماضي ووصلوا إلى 235 غيغابايت من البيانات الحساسة، بحسب ما ذكرته صحيفة "شوسون إيلبو".
ومن بين الوثائق المسربة "خطط عمليات 5015" التي تطبق في حال حرب مع الشمال وتشمل خطط لهجمات من أجل إسقاط الزعيم كيم جونغ-أون. وما لم يكشف حتى الآن، هو أن كوريا الشمالية اخترقت أيضا قبل بضعة أسابيع قناة تلفزيونية بريطانية لمنعها عن بث دراما حول عالم نووي اختطف في بيونغ يانغ. ويقدر مسؤولو الاستخبارات أن كوريا الشمالية تجني مئات الملايين من الدولارات سنويا من "حرب الإنترنت".
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى شراكة مهمة تربط كوريا الشمالية وإيران فيما يخص "التكنولوجيا"، مضيفا "طهران علّمت بيونغ يانغ أمرا مهما". وتابع "الأمر هو: عندما تواجه عدوك الذي يملك مصارف وأنظمة تداول إلكترونية ومدنا بأكملها على مستوى الإنترنت، فإن فرص إثارة الفوضى كبيرة جدا ولا حصر لها".
وفي حزيران الماضي، تعرض عشرات النواب في البرلمان البريطاني، بمن فيهم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لهجمات إلكترونية. ودامت الهجمات الإلكترونية غير المسبوقة نحو 12 ساعة واستهدفت قرابة 90 من حسابات البريد الإلكتروني.
وحامت الشكوك في البداية حول القراصنة الروس، لكن مسؤولون في المخابرات البريطانية خلصوا في وقت لاحق إلى كون إيران "مسؤولة عن الهجوم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك