تشق ملفات الازمات الداخلية الثقيلة طريقها الى الحل، الواحد تلو الآخر، من قانون الانتخاب الى سلسلة الرتب والرواتب، فالموازنة بثلاثية جلساتها التي تنطلق غدا، وسط عزم سياسي شامل على وضع حد لاشكالية "قطع الحساب" بأقصى سرعة، فيما تبدو بوصلة الاهتمامات الرئاسية متجهة نحو الخارج لتوفير شبكة حصانة دولية للاستقرار في ظل تصاعد موجة التحذير من تداعيات مستجدات الاقليم على لبنان، مخافة ان تصيبه شظاياها في خاصرته الرخوة، فتطيح أمنه واستقراره على رغم استمرار تفيوئهما بمظلة الامان الدولية.
وعلى وقع اصداء زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الناجحة الى الفاتيكان وما تعنيه في سجل رسالة لبنان الواحد وعيشه المشترك واعتداله الاسلامي مقابل موجة التطرف في الدول المحيطة، والابعاد التي تحملها محطته الايطالية التي تنتهي اليوم بعد لقائه عصرا نظيره باولو جينتيلوني حيث يبحث معه ملفات بالغة الاهمية بالنسبة الى لبنان من عبء النزوح السوري الى مؤتمر دعم الجيش وصون الاستقرار، يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للانطلاق في جولة تقوده بداية الى الكويت، المحطة الثانية في برنامج زياراته لدول الخليج بعدما افتتح زياراته الرئاسية للخارج من المملكة العربية السعودية مطلع العام، تلبية لدعوة اميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
ومع ان موعد زيارة رئيس الجمهورية الى ايطاليا لم يحدد بعد بيد انها قائمة قبل نهاية العام، وفق ما تؤكد مصادر مطّلعة لـ"المركزية" في حين ان تلبية دعوة الرئيس الايراني حسن روحاني مرجأة الى وقت لاحق لأكثر من ظرف واعتبار.
وتكشف المصادر ايضا عن زيارات سيقوم بها الرئيس الحريري قبل مطلع العام الجاري الى كل من بريطانيا والصين تصب اهدافها في خانة توفير الحد الاقصى من الدعم للبنان سياسيا وامنيا واقتصادياً.
وتحدد المصادر لـ"المركزية" ابعاد الحراك الرئاسي الى الخارج في هذه المرحلة بالذات بأكثر من عنوان:
سياسي، حيث يسعى الرئيسان عون والحريري الى التثبت من مدى استمرار الدعم الدولي للبنان في زمن مشاريع التسويات المبهمة حتى الساعة وعلامات الاستفهام المرسومة حول المستقبل وما ستقود اليه من متغيرات على مستوى دول المنطقة المأزومة لا سيما سوريا والعراق لتلمّس انعكاساتها على الداخل اللبناني وتلقّف اي مخاطر يمكن ان تنتج منها قبل ان تصيب استقراره السياسي.
امني عسكري، عشية الدفع في اتجاه عقد مؤتمر روما -2 لمساعدة الجيش اللبناني ومده بما يلزم من عتاد يخوله استكمال المهام الجسام الملقاة على عاتقه لا سيما بعد تحرير حدوده الشرقية من التنظيمات الارهابية، الامر الذي شكل موضع ثناء واشادة من الدول الداعمة.
اجتماعي، يتجلى بالبحث عن السبل الانجع لاعادة النازحين السوريين الى مناطقهم الآمنة بعدما بات الملف يهدد بنسف الاستقرار والتفاهمات السياسية التي نقلت لبنان من زمن الفراغ الى العهد الرئاسي، في ضوء الكباش الحاد على خطط العودة واقحامها في بازارات الكباش الاقليمي.
اقتصادي، يهدف الى حث الدول الصديقة للبنان على بذل جهودها دوليا من اجل ترجمة الوعود ووضع الالتزامات بمساعدة لبنان موضع التنفيذ بعدما اقرها اكثر من مؤتمر دعم دولي عقد للغاية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك