في الوقت الذي تجول فيه لجنةُ ملفّ المطلوبين في مخيّم عين الحلوة على فاعليات صيدا للتشاور معهم في سُبل إبراز سيناريو الحلّ لتلك القضية، شهد مخيّم البص في صور اشتباكاتٍ بين حركة "فتح" ومجموعة أحد أكبر تجار المخدرات والسلاح ناجي طعمة، الذي أُصيب و3 آخرون بجروح.
شلّ السلاح المتفلّت الذي يملكه تجّار المخدرات في مخيم البصّ الفلسطيني والذي انتقل هذه المرة الى مدينة صور، الحركة فيها. فبينما حاولت "فتح" واللجنة الأمنية الفلسطينية اعتقالَ طعمة الذي يُعتبر أكبر تاجر مخدرات وأسلحة ويتزعّم مجموعةً مسلّحة في المخيم، دار بينه وبين "فتح" اشتباك استخدُمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، ووصلت شظاياهُ الى الأحياء المجاوِرة للمخيم في المدينة، واتّخذ الجيش اللبناني تدابيرَ مشدّدة وانتشر حول المخيم وقطَعَ الطريق عند دوار البص حفاظاً على سلامة المارّة.
ونجم عن الإشتباك الذي استمرّ حتى فجر أمس، إصابة ثلاثة أشخاص، فيما تحدّثت المعلومات عن إصابة طعمة إصابة بليغة، لكن لدى تفتيش "فتح" منزله تبيّن تواريه وخروجُه منه مع مجموعته المسلّحة المقدَّرة بـ30 مسلحاً.
وقال مصدر فلسطيني لـ"الجمهورية"، أنّ "فتح" كمنت لطعمة بعدما طلبته مخابرات الجيش منها لأنه من المطلوبين، مؤكّداً أنّ "الحاجة للسلاح في المخيم لتحرير فلسطين انتفت وبات يُستخدَم للابتهاج في الأعراس وفي الاقتتال الداخلي الفلسطيني، ويجب جمعُه ووضعُه بإشراف الدولة خصوصاً أنه يحمي المطلوبين في المخيمات، لا سيما تجار المخدرات في برج البراجنة والبداوي وشاتيلا وعين الحلوة، وهو ما وافق عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الأخيرة الى لبنان حين قال للمسؤولين الذين التقاهم إنّ مخيماتنا بحمى الجيش اللبناني".
الى ذلك، أوقف الجيش اللبناني على حاجزه عند درب السيم، الفلسطيني رامي شبايطة، وهو مدير مسبح حطّين في مخيم عين الحلوة وشقيق المطلوب الخطير في المخيم يوسف شبايطة، فيما حققت المديرية الإقليمية لأمن الدولة في النبطية إنجازاً أمنيّاً نوعيّاً تمثّل بتوقيف مجموعة من الإرهابيين من مخيم عين الحلوة خلال سلوكهم طريق بلدة جون هاربين، واعترفوا بانتمائهم لمجموعة الإرهابي عبد فضة المتواري في المخيم وبالتجسّس على الجيش والقوى الأمنية وبتجارة السلاح، وعُرف منهم محمد م، ووسيم غ، كما اعترفا بارتكاب عمليات اغتيال طاولت قياديّين في "فتح" والأمن الوطني الفلسطيني وعناصر وضباط في الجيش.
من جهة أخرى، استقبلت حركة "حماس" وفداً من لجنة تجار عين الحلوة، تطرّق الى "الحياة المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها أهالي المخيم عموماً وتجّاره خصوصاً في السوق"، مطالبين بـ"إنقاذ هذا الشريان الأساسي والذي يُعيد الحيوية لهذا المخيّم وأهله".
بدورها طمأنت "حماس" الوفد الى أنّ الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة يعود تدريجاً الى الهدوء والاستقرار، مؤكّدةً أنّ "المصالحة مع "فتح" ماضيةٌ قدُماً حتى إنهاء الانقسام كلياً وبدء عمل حكومة الوفاق الوطني في غزة وإجراء المصالحة المجتمعية وسينعكس ذلك زيادةً في التوافق والوحدة الوطنية على الساحة اللبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك