كرمت جمعية "أصدقاء المدرسة الرسمية" الطلاب المتفوقين في إمتحانات الشهادة المتوسطة والثانوية العامة في مدارس كسروان - الفتوح الرسمية، في احتفال أقامته في كازينو لبنان، في حضور ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان الدكتورة فيرا زيتوني، رئيس جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية المهندس نعمت أفرام، الأمين للجمعية الدكتور سهيل مطر، رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل، رؤساء بلديات ومخاتير، مديري ومديرات المدارس الرسمية في كسروان الفتوح، وفاعليات روحية إجتماعية وأمنية وأهالي التلامذة.
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية لمقدم الحفل حكمت حنين، بعدها عزف على الأورغ للتلميذ جورجيو عطالله وكلمة التلامذة المتفوقين ألقتها ميرنا الشلفون، وأكدت أنه "عاما بعد عام يزداد عدد الطلاب المتفوقين في الثانويات الرسمية والفضل يعود إلى إحاطة الطلاب بالدعم المعنوي الذي يتلقونه إن من إدارة ثانويتهم أو من أصدقاء المدرسة الرسمية".
وقال مطر في كلمته: "بهؤلاء التلامذة نعمر لبنان، ببراءة هؤلاء نمحو صورة الفساد والظلمة، وبنجاحاتهم نحلم بمستقبل واعد وكريم، وبإبداعاتهم يرتفع الحلم إلى مرتبة الحقيقة ونطل على العالم طلة حضارية مختلفة عما نراه في المنطقة".
ولفت إلى أن "منذ 27 سنة وإثر مؤتمر الطائف، وبالنظر إلى أوضاع المدارس الرسمية وخرابها وإحتلالها، أطلق الراحل جورج افرام نداء لدعم المدرسة لدعم الدولة من خلال المدرسة الرسمية".
وسأل: "إلى متى تبقى المدرسة الرسمية ملجأ الساعة الأخيرة للطلاب؟ هل المدرسة الرسمية هي مدرسة الفقراء أو المحرومين أو الكسالى المفقود الأمل منهم؟ لماذا لا يعطى مدير المدرسة الصلاحيات التي تؤهله أن يقود مدرسته كما في المدارس الخاصة؟ لماذا تبقى السياسة سعدانا يتسلل إلى المدارس ليخرب فيها؟ لماذا كل سنة إضراب وإعتصام ومشاكل".
وأمل من الوزير حماده "ولو في أشهر، أن يسعى إلى تحرير المدرسة الرسمية من القيود وأن يمنح إدارتها الإمكانيات والصلاحيات المطلوبة"، مؤكدا أن "في المدرسة الرسمية تلامذة يتفوقون بعقولهم وجهدهم على الكثير من رفاقهم في المدارس الأخرى".
أما في موضوع الطلاب السوريين النازحين فأمل "أن يعودوا إلى بلدهم بأسرع وقت ممكن وبالطريقة الآمنة والكريمة".
ثم تحدث افرام فقال: "لو كان الراحل الشاعر سعيد عقل موجودا لقال في المناسبة: هيدا لبنان".
أضاف: "هؤلاء التلامذة الذين بتفوقهم وصمودهم وعصاميتهم نستبشر بمستقبل لبنان الحلو، ربما ليس حاضرا لأننا نرى أن البلد لا يشبهنا، فالمتفوق المحترف الأنيق المحب للنظافة والجمال لا يرى نفسه في لبنان لكنه يرى نفسه في مستقبله، نرى أن تعب أهلكم أمانة وآمال المجتمع في عيونكم.
أحببنا أن نشارك معكم هذه السنة فرحة التفوق لأننا بحاجة لقدراتكم لكي نقول أن هناك مجالا للتفوق في لبنان والتميز. أتينا اليوم ليس لنكرمكم بل لنسرق منكم هذه الروح لأننا نشعر يوميا أن التفوق في لبنان يقل والإبداع صار عملة صعبة والفساد يحتل موقعا بعد موقع، خصوصا في القطاع العام. مساحة التفوق والتفاني يجب دعمها بآمالكم وبمبادرات من هذا النوع".
وتابع: "لبنان الذي نتطلع إليه للمستقبل لا يستطيع أن يكون إلا بخدمة الإنسان ولا وجود للبنان إذا لم يكن مساحة للإنسان. والكل ينحني أمام صيت المبدع اللبناني في العالم".
وعبر افرام عن اسفه ووجعه عندما يرى "الفرق بين المواطن اللبناني ولبنان وعندما يرى إبداعاته في العالم ويرى فشل لبنان"، وقال: "هذا الأمر يؤلم كثيرا. ونسأل هل هذا الوطن لهذا الشعب؟ هناك إنتفاضة في قلبي وأعرف أن هناك إنتفاضة في قلب كل واحد منكم ولبنان بوجودكم أحلى ويستطيع أن يكون أنظف وأفعل ومحترفا ومبدعا. المطلوب هو التحرك لأننا لن نقبل بأن يكون لبنان مسخرة العالم، لبنان يجب أن يكون بلد الإبداع من أجل اللبنانيين وتلامذة مثلكم".
وألقى الأشقر كلمة الوزير حماده وجاء فيها: "كم تحتاج المدرسة إلى الأصدقاء، وكم تحتاج إلى الإحتضان والدعم والعناية، وكم تتحمل من الضغوط والإستنزاف في مواردها المادية والبشرية. حتما إنها تحتاج إلى الكثير، لكن وجود الأصدقاء الأوفياء من أصحاب الهمم والمسؤوليات الوطنية ممن أخذوا على عاتقهم إستنهاض هذه المؤسسة الرسمية ووضعها في مقدمة الإهتمامات وجعلها تتقدم وتتألق وتنافس، هذه هي جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في كسروان الفتوح التي شكلت منذ تأسيسها نموذجا فريدا في أصعب الظروف حيث تطوع الرئيس الراحل شارل حلو لهذه المهمة النبيلة، ثم تولاها من بعده الوزير الراحل جورج افرام فأعطاها المزيد من الإهتمام والدعم وأصبحت المدرسة الرسمية في كسروان الفتوح محط الأنظار ومركز الإهتمام وتحلق حولها المجتمع بشخصياته ومؤسساته. وها نحن اليوم مع رجل الأعمال الواعد وطنيا وإنمائيا المهندس نعمت افرام الذي يتابع الدعم والإهتمام والإحتضان بشغف ومسؤولية قل مثيلها، ويعطي من ماله ومن وقته ومحبته حتى وصلنا إلى هذا اليوم التكريمي الذي نشهد فيه على هذه الباقة الجميلة من الشباب والصبايا الذين تفوقوا في الإمتحانات الرسمية".
وتابع: "في كل هذه الورشة التربوية وخلف كل هذا الإنجاز، يقف محرك نشهد بصماته في كل شاردة وواردة هو الأستاذ سهيل مطر الذي يحظى بالثقة من جانب الجميع ولأنه مندفع نحو إحقاق الحق والخير والجمال وهو يستحق التقدير على كل هذه العطاءات".
وتوجه الأشقر إلى التلامذة بالقول: "أنتم الخميرة الجيدة التي يحتاجها المجتمع لكي ينمو وينطلق بقوة فالمجتمعات الناشطة يبنيها مواطنون متفوقون ومبدعون، فكونوا على مثال أهاليكم في الجهد والإخلاص للبنان، واتخذوا من سيرة الأستاذ نعمت افرام قدوة في الإندفاع والعطاء والمحبة والإحتضان لأبناء المجتمع واجتهدوا في ميادين العلم والتخصص لكي تنجحوا وتستمروا في مسيرة النجاح. وكونوا النموذج لأقرانكم في إحترام القيم والأنظمة والقوانين لأن الخروج على الأصول والإستهتار بالقوانين يجعل البلاد في وضع من الإنحدار الخطر الذي لن تقوم للوطن بعده قائمة. أنتم النقطة المضيئة في عتم التطرف والإنحراف والتشدد والتعصب الأعمى. وأنتم جزيرة الأمل في بحر من المصالح الصغيرة والكبيرة التي تجرف في طريقها مصالح الوطن والمواطنين".
وتابع: "نالت وزارة التربية نصيبها من العرقلة والتجاهل من جانب أعلى المراجع في الدولة، لكننا سوف نواجه كل هذا التطويق بكل الوسائل المتاحة داخل المؤسسات الدستورية وحيث تدعو الحاجة إلى المواجهة".
ولفت إلى أن "المدرسة الرسمية في كسروان الفتوح لم تكن تحظى باهتمام المسؤولين قبل إنشاء هذه الجمعية الفاعلة، واليوم باتت تحت المجهر وأصبحت مؤسسات فاعلة تخرج أفضل الشباب وتنافس أحسن المؤسسات".
وقال: "في هذا اليوم الإحتفالي الذي يدعو إلى البهجة والفرح والإعتزاز، أهنئكم على جهودكم وعلى الثمار الجيدة التي تخرج من بين أيديكم. كما اهنىء الأهالي الأحباء وأفرح معهم بتفوق أولادهم. أما التهنئة الكبيرة فهي للمتفوقين وللجمعية التي تفرح لفرحهم وتبتهج لتألقهم".
وختم آملا "أن تكون هذه المؤسسة ظاهرة معدية فنشهد إنشاء جمعيات مماثلة في المناطق اللبنانية كافة لكي تصبح المدرسة الرسمية موضع إهتمام المجتمع ومحط تطلعاته".
وفي ختام الحفل، سلم الأشقر وافرام وزيتوني ومطر جوائز للطلاب المتفوقين، بعدها تم تقديم دروع تقديرية للأشقر وافرام وزيتوني ومطر ثم نخب المناسبة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك