إحتفل معهد صيدا الفني، برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري، بتخريج طلابه للعام الدراسي 2016-2017 وبإحرازه نسب نجاح مائة في المائة في معظم اختصاصات شهادات البكالوريا الفنية والتكميلية المهنية والامتياز الفني في الامتحانات المهنية الرسمية في لبنان للعام 2017 وحلول عدد من طلابه في هذه الاختصاصات ضمن المراتب العشر الأولى على صعيد لبنان. وجرى خلال الحفل الاعلان عن افتتاح اختصاصين جديدين في المعهد لمستوى شهادة الامتياز الفني هما "سلامة المرور" و"النفط والغاز".
أقيم الاحتفال في باحة المعهد في المدينة بمشاركة مدير عام التعليم المهني والتقني احمد دياب ممثلا وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وحضور: طارق بعاصيري ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، الأب مدلج تامر ممثلا المطران مارون العمار، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، العقيد حسين عسيران ممثلا قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة، رئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب، رئيسة دائرة التربية في الجنوب سمية حنينة، رئيس دائرة التعليم المهني في الجنوب سمير محمود، رئيسة تعاونية موظفي الدولة في الجنوب لورا السن، رئيس رابطة آل قبرصلي المهندس هلال قبرصلي، نائب رئيس جامعة رفيق الحريري المهندس الدكتور هشام قبرصلي واعضاء المجلس البلدي: عرب كلش ومحمد البابا ومحمد قبرصلي، وعدد من مدراء المعاهد والمدارس الرسمية وفاعليات تربوية واجتماعية واهلية وأسرة المعهد.
بعد النشيد الوطني اللبناني ودخول موكب الخريجين، وتقديم من أديب حبيب، ألقت الطالبة سارة صالح كلمة الخريجين فتوجهت بالشكر الى ادارة واساتذة المعهد على "جهودهم التي اثمرت نجاحا وتفوقا لطلابه والى الأهل على سهرهم وتضحياتهم مع ابنائهم"، وخصت بالشكر النائبة الحريري والوزير حمادة "الذين اخذوا على عاتقهم قضايا التربية والتعليم والذين يشجعون ويدعمون الطلاب وخاصة المتفوقين منهم".
ثم تحدث مدير المعهد أدهم قبرصلي، فرأى إنه "يوم الفرح الكبير ويوم عيد وانه ليس هناك ما يستحق أن تقام له الأعياد سوى النجاح الذي هو انتصار العلم على الجهل والثقافة على التفاهة".
وقال: "عندما ترفع بيارق النصر التي هي اليوم شهادات طلابنا وجب الاحتفال بيوم عظيم. لقد استطاع معهد صيدا الفني أن ينسج ثوب فخاره من خيوط التفوق والإلتزام، ويستسيغ طعم غذائه من غلال العقول المروية بعرق الطموح، فها هي سنابله المستأسدة تشمخ أمامكم بقاماتها الباسقة تملأ حقول العيون الحالمة محرزة أعلى نسب النجاح على صعيد لبنان 100/100 لجميع المستويات، إذ ان اكثر من ثلاثين طالبا في مختلف الاختصاصات قد احرزوا مراتب من ضمن العشرين الاوائل على صعيد لبنان".
وتوجه قبرصلي الى جامعة رفيق الحريري الكندية ممثلة بنائب الرئيس الدكتور هشام قبرصلي الذين "ما إن علموا بنسبة النجاح في المعهد حتى بادروا الى تقديم ثلاث منح للمتفوقين في المعهد للاول 100% الثاني والثالث 50%".
وتحدث ممثل وزير التربية، فقال: "في كل سنة بل في كل يوم وفي كل شهر وكل منطقة تقام الاحتفالات بتخريج دفعات من الطلاب. انما ما يميز هذا الاحتفال هو اقامته في عاصمة الجنوب عاصمة المقاومة، مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائبة بهية الحريري ودولة الرئيس سعد الحريري ومدينة الشهيد معروف سعد. انما اقول ان هذا يعطي ميزة لهذا الاحتفال لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري اتبع وكلنا نعرف اسلوبا في طريقة انماء لبنان مقتنعا بأنه لا يمكن لأي بلد ان يبنى الا بالعلم. ومن هنا ركز كل طاقاته على تعليم الشباب. وما يميز هذا الاحتفال ايضا عن غيره اننا نحتفل بتخريج طلاب ينتسبون الى التعليم المهني والتقني، هذا التعليم الذي اكتشفه لبنان مؤخرا ولم يكتشفه حتى تاريخه عدد من الدول العربية والاسلامية. اكتشف اهمية هذا النوع من التعليم في دوره في بناء الأوطان والاقتصادات. ويسرني في هذه المناسبة ان ابين بأن التعليم المهني والتقني شهد تطورا منذ العام 2008 لغاية اليوم على جميع الأصعدة. كان عدد الطلاب المنتسبين للتعليم المهني عام 2008 لا يتجاوز 18 ألفا في كل لبنان، واحكي عن القطاع الرسمي ويماثله بالعدد في القطاع الخاص، وعدد المدارس الفنية الرسمية كان لا يتجاوز 90 في كل لبنان. الآن عدد الطلاب المنتسبين الى التعليم المهني والتقني 102 ألفا، 51 الفا في الرسمي و51 الفا في الخاص تعليم نظامي. عدد المرشحين للامتحانات الرسمية هذه السنة كان 39 الف مرشح، اضافة الى 30 الف طالب ينتسبون الى دورات تدريب".
أضاف: "إن المناهج المعتمدة في لبنان على صعيد التعليم المهني والتقني بشهادة الأوروبيين وكل المنظمات الدولية التي تناقشنا معها هذه المناهج وطورت وعدلت هي من اعلى مستويات المناهج في العالم باعتراف المعهد الأوروبي للتنمية وجامعة السوربون. هل هذا التعليم وصل الى حد الكفاية؟ طبعا لا. في الدول الأوروبية نسبة التعليم المهني والتقني الى التعليم الاجمالي 70%، بينما في لبنان 33%. يجب العمل على رفع هذه النسبة للإنتساب الى التعليم المهني والتقني. لا يمكن لأي بلد في العالم ان يتطور اذا لم يعتمد على التعليم المهني والتقني. لا يمكن القضاء على البطالة سواء كانت ظاهرة او مقنعة الا من خلال التعليم المهني والموجه، لأنه اذا لم يكن موجها سيتحول الى بطالة مقنعة كبطالة خريجي الجامعات. ونأمل اقرار الموازنة العامة في المجلس النيابي لأنه قد رصد في احد بنودها مبلغ 4 مليارات ليرة مخصصة لإعطاء منح دراسية للطلاب الذين ينتسبون الى التعليم المهني بمعدل الفي منحة سنويا، قيمة المنحة الشهرية 200 الف ليرة لكل طالب ينتسب ويحمل معدل 12/20 الى التعليم المهني، هذا الاستثمار في الموارد البشرية تصوروا على عدة سنوات تستثمر كل سنة الفي منحة، الطالب في وادي خالد او في الهرمل او في بنت جبيل او غيرها لا يكلف والده شيئا، يدخل ويتخصص TS او بكالوريا فنية يأخذ 200 الف ليرة في الشهر ويتخصص، هذا الى ماذا يؤدي؟ لأن المنح ستوزع على جميع المناطق اللبنانية طبعا بقرار من معالي وزير التربية واقتراح المديرية العامة وفقا لحاجات سوق العمل. منطقة فيها مستشفيات تعطى منحا للتمريض او لمختبرات الدم، منطقة صناعية تعطى منحا للإختصاصات الصناعية وهكذا... المرسوم صادر لكن الموازنة لا تقر فلا ينفذ".
وقال: "المناهج تم تحديثها بالكامل. ما ينقص التعليم المهني هو الآتي: اولا العمل على ايجاد كتاب مدرسي واحد فلا يوجد للتعليم المهني كتاب مدرسي موحد بل يقتصر اعطاء الاستاذ على البحث الذي يجريه عبر الانترنت. وهنا اعتبر اني اعطيك - يا ست بهية- توصية جادة، يجب وضع كتاب مدرسي موحد ولو مر بمراحل. نفكر ان تكون المرحلة الأولى "درس" موحد وتطبيقه خلال السنة مع ملاحظات يؤخذ بها ويحول لاحقا الى كتاب موحد. ثانيا التجهيزات: لا يمكن اسداء التعليم المهني والتقني دون تجهيزات عكس التعليم الأكاديمي وهذه تحتاج اعتمادات. التعليم المهني كان لديه قرض يسمونه قرض البنك الدولي 65 مليون دولار جرى تحويله من التعليم المهني الى الانماء التربوي".
وفيما يتعلق بالامتحانات، قال دياب: "انا من المؤمنين بقول النبي "اذا كنتم ثلاثة واكثر أمروا احدكم". هذا القول يعني انه يجب ان يكون هناك قرار مركزي في اية مؤسسة لكي تنجح. النظام لا ينتظم الا اذا كان على رأس هذه المؤسسة من لديه القرار واذا كان عنده يجب ان يكون كفوءا وحازما وفعلا هذه متوفرة في الحاج ادهم قبرصلي وعدد من المدراء الموجودين هنا. فعلا لا يمكن لأي معهد ان ينجح او اي مؤسسة ما لم يكن المدير كفوءا وذا اخلاق وحازما".
وإذ لاحظ بين الخريجين "وجود العنصر النسائي اكثر بكثير من الذكور"، قال: "هذا يؤشر الى ان اختصاصات الخريجين تتجه نحو اللاصناعية وهنا الخطأ الكبير. التعليم المهني والتقني هو الالكترونيك والمكيانيك والكهرباء والفندقية فيجب التركيز على هذه الاختصاصات خاصة في هذا المعهد المجهز كامل التجهيز لها".
أضاف: "ايها الخريجات والخريجون، لا يتوهمن احد منكم ان هذا التخرج هو نهاية العلم بل هو نقطة البداية. لا نهاية للعلم وكل حاجة يمكن اشباعها الا حاجة العلم كلما اشبعتها كلما ازدادت الحاجة الى الاشباع. يجب ان تعتبروا هذا التخرج هو نقطة انطلاق ولو دخلتم الى سوق العمل يجب ان لا تتوقفوا عن التحصيل الأعلى والأعلى كما انه يجب ان تتزودوا بالأخلاق فلا قيمة للمهنة ولا نجاح لها دون اخلاق".
ونوه دياب ختاما "بما يحققه خريجو وخريجات التعليم المهني الرسمي في لبنان"، فقال: "بشهادة كل الناس والتفتيش التربوي ونتائج مجلس الخدمة المدنية، الذين يخضعون لمباراة الدخول الى اي وظيفة، نسبة نجاح خريجي التعليم المهني والتقني في هذا المباريات هي 70%. مبروك لكم النجاح والتخرج".
وتحدثت راعية الحفل النائبة الحريري فقالت: "نجتمع اليوم لنستعيد الأمل بمستقبل آمن ومستقر ومزدهر. هنا في حضرة التربية والتعليم والنجاح والتفوق فقط نستطيع أن نشعر بالأمان والسكينة. وأن نطمئن على بناتنا وأبنائنا. وعلى مدينتنا ومنطقتنا ووطننا الحبيب لبنان. هنا حيث تصنع الأجيال والإرادات الطيبة. وتبنى الطاقات القادرة على صناعة المستقبل الذي لا نرى سبيلا له إلا التعليم وفي طليعته التعليم الفني. إن معهد صيدا الفني هو أكثر من مدرسة مهنية. إنه مكتشف الطاقات الخلاقة لدى بناتنا وأبنائنا ليؤهلهم ليس إلى سوق العمل فقط بل إلى النجاح والتفوق والمستقبل المشرق. وإن نتائج الإمتحانات الرسمية تجعل من هذا الأمل حقيقة ماثلة أمامنا لنجتمع اليوم لنحتفل بنجاحهم وتقدمهم على مستوى لبنان في كل المجالات. وهنا لا بد أن نتوجه بخالص الشكر والتقدير لإدارة معهد صيدا الفني وهيئته الإدارة والتعليمية على ما بذلوه ويبذلونه لبلوغ هذه النتيجة المشرفة. وإننا نتطلع إلى أن تؤخذ نتائج معهد صيدا الفني في الإعتبار لدى الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز إمكانيات هذا المعهد من أجل المزيد من النجاح والتفوق".
أضاف: "ويسعدنا أيضا أن نشارك أهالي طالبات وطلاب معهد صيدا الفني بتفوق ونجاح بناتهم وأبنائهم. وإننا نتشارك معهم القلق على المستقبل الآمن على المستوى الوطني. لكي يجد خريجونا مكانهم في الحياة المهنية والعملية كي لا يضطروا إلى مغادرة لبنان والإنتشار في أسواق العمل الخارجية لأن لبنان بحاجة إلى كل طاقاته وإلى كل أبنائه. وإن مسؤولية الدولة اللبنانية إنهاء كل أسباب الفوضى والإضطراب التي تفرغ لبنان من خيرة شبابه وتحجب عنهم الإستثمارات الضرورية للنهوض الإقتصادي الإجتماعي الوطني. وأتوجه من بناتي وأبنائي جميعهم بدون إستثناء، بخالص التهنئة لأن نسبة النجاح كانت مئة بالمئة وفي جميع المستويات. لقد أعدتم الأمل إلى أهلكم ومدينتكم ومنطقتكم ووطنكم. وإننا وإياكم سنتداول المسؤولية بالحفاظ على الأمن والإستقرار وصناعة المستقبل المزدهر. ولن نسمح لكل العابثين أن يقفوا حاجزا أمام نجاحكم وتفوقكم ومستقبلكم. وإن حق لبنان عليكم أن تقوموا بواجباتكم. وإن حقكم على لبنان وحكومته أن تؤمن لكم كل ما تستحقون لكي يبقى لبنان وطن العلم والإنسان".
وفي الختام تم توزيع الشهادات مع الصور التذكارية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك