إنعكس التجاذب السياسي الحاصل بين عرّابي التسوية الاساسيين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحرّ" حول موضع تطبيع العلاقة مع النظام السوري وإعادة قنوات التواصل معه من اجل معالجة ازمة النزوح، معطوف عليه "لقاء نيويورك" الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلّم الذي لا تزال إرتداداته قائمة على الساحة الداخلية، على زيارة رئيس "التيار الوطني الحرّ" الى عكار الاسبوع الماضي التي غاب عن جدول اعمالها نوّاب "التيار الازرق" من خلال "مقاطعتهم" الزائر السياسي في جولاته على القرى العكارية.
وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي اوضح لـ"المركزية" سبب عدم استقبال زميله في الحكومة في محطته العكارية "من يتصرف تجاه اهلي في شكل لا وطني ومن يحرم منطقتي ويتعاطى مع اهلي بطريقة طائفية لا يمكن ان نتعاطى معه في شكل "تسامحي". وقال "اولوياتي الاهتمام بواقع منطقتي عكار المحرومة من ابسط حقوقها، اذ لا ماء ولا كهرباء ولا مشاريع خدماتية فيها، والكَون بالنسبة لي يدور حول تأمين هذه الحقوق، اما التفاصيل السياسية الاخرى لا تهمّني ولا اتّبعها".
الى ذلك، ورداً على سؤال حول الورقة التي اعدّها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في شأن النازحين السوريين مبيّناً بالارقام خطر استمرار وجودهم على لبنان، اشار المرعبي الى "اننا كوزارة معنية بالنازحين اعددنا ورقة وقدّمناها الى اللجنة الوزارية الخاصة بموضوع النازحين برئاسة الرئيس سعد الحريري، لكن بتنا لا نعلم الجهة المسؤولة عن ملف النازحين، وكأن هناك "تزاحما" بين المسؤولين على استلامه".
واذ اشاد "بالجهود الجبّارة التي بذلها فريق عملنا في هذا الملف بالتنسيق مع وزارات عدة، خصوصاً الداخلية والبلديات"، لفت الى "ان وزارة الخارجية كانت الاقل تنسيقاً في هذا المجال، وهذا كله موثّق في محاضر الاجتماعات التي عُقدت في السراي الحكومي وفي وزارة الداخلية وفي مكتبي في الوزارة".
واسف "لاننا نسمع كلاماً حول ملف النزوح "يُنسب" الى جهة دون اخرى وكأن هناك من يريد إعادتهم الى سوريا في حين ان اخرين لا يريدون ذلك"، مضيفاً "آثرنا عدم الاعلان عن شيء في شأن ملف النازحين قبل الاتّفاق السياسي حوله، لان من شأن ذلك خلق بلبلة في البلد نحن في غنى عنها، لكن يبدو ان هناك من يريد "تجييش" الطوائف والاديان حول هذا الملف لاهداف باتت معروفة"، مشدداً على "اهمية التعاطي الانساني والوطني مع هذا الملف، والا يُستخدم لاهداف سياسية وانتخابية كما عوّدنا باسيل في خطاباته العنصرية والطائفية".
واشار المرعبي الى "ان معظم القوى السياسية تتعاطى مع ملف النزوح بجدّية الا باسيل وفريقه، وما وصلنا اليه اليوم مردّه الى عدم اعترافه بوجود نازحين ورفض إقامة مخيمات لايوائهم ووقف تسجيل الولادات وصولاً الى "التحريض" عليهم، في حين ان اللبنانيين جميعاً اكدوا رفضهم التوطين انسجاماً مع ما ورد في الدستور"، معتبراً "ان باسيل يستخدم ملف النزوح لغايات "تطبيعية" مع النظام السوري واقليمية لدعم المشروع الايراني في المنطقة، وهذا ما لا نقبل به ولن يتم مهما كلّف الامر، علماً ان حدودنا مفتوحة لعودة اخواننا السوريين في اي وقت".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك