"يا ريت بغفى من هلّق ليوم الإثنين بعد الضهر، وبوعا وبشوف الجنرال صار رئيس". كلمة ردّدتها إحدى السيّدات وهي تغادر الرابية بعد أن التقت العماد ميشال عون لدقائق.
من المؤكّد أنّ الساعات والأيّام المتبقية حتى يوم الإثنين ستمرّ ثقيلة على جمهورٍ انتظر طويلاً، وبعضه كان فَقَدَ الأمل. وهي ستمرّ ثقيلة أيضاً على ميشال عون، الرجل الذي سيعود الى مكانٍ غادره منذ 26 عاماً، ولكن بصفة جديدة وظروفٍ مختلفة.
في الانتظار، ثمّة ملامح وداع وجدانيّة تخيّم على منزل عون وحديقته، كاتمة أسراره.
كان اجتماع تكتل التغيير والإصلاح، يوم الثلاثاء، مختلفاً. هو الأخير قبل الرئاسة الموعودة. لم يشأ صاحب البيت وأعضاء التكتّل الاحتفال المسبق. لا قالب حلوى ولا مظاهر احتفاليّة، لكنّ الحضور كان كثيفاً وقد خرج الجميع، بعد انتهاء الاجتماع، الى الحديقة حيث التقطوا الصور التذكاريّة مع "عمادهم".
أما في الداخل، وبعيداً عن الإعلام، فحصل أمرٌ استثنائي، من خارج جدول الأعمال المحدّد.
وقف أمين سرّ تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان، بعد استئذان عون. حمل بيديه علماً وقرأ على الورقة التي أمامه ما كتبه بخطّ يده وقلم وجدانه. سطورٌ قليلة اختصرت مسيرة 11 سنة. هو مشوارٌ طويل، قال كنعان، واختصره بـ "عذاب وفرح، تحدياتو مستحيلة، معاييرو مبدئيّة، أهدافو ثابتة، إخفاقاتو كرامة وانتصاراتو فخر".
وأكمل كنعان كلمته عن عون "الثابت مطرحك والكلّ عم يتحرّك"، وكان "الجنرال" يصغي ويتابع الكلمة على الورقة بعينيه.
أنهى كنعان المتأثّر كلمته. سلّم علم الاستقلال الأول، باسم أعضاء "التكتّل"، الى عون، وقد كُتب عليه "من التغيير والإصلاح الى أب الجمهوريّة".
هي لحظات مؤثّرة وحميمة كانت لتمرّ من دون أن تؤرَّخ لولا تصويرها بهاتفٍ خلويّ لننشرها حصريّاً عبر موقع mtv.
بعد أيّام، سيجلس ميشال عون في القصر الجمهوري وراء مكتبٍ عريض غابت صوره عن الإعلام منذ أكثر من سنتين وخمسة أشهر، ومن خلفه علم لبنان، ومن أمامه الكثير من الآمال التي ينتظرها اللبنانيّون، وبعضهم، لكثرة الانتظار والخيبات، فَقَدَ الأمل بهذه الجمهوريّة... فهل يعيده إليه من سُمّي، على العَلم المُهدى، "أب الجمهوريّة"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك