كيف أوقع الشيخ بسام الطراس بنفسه؟
بعد توقيفه عقب انفجار كساره والتحقيق معه من قبل الامن العام، وبعد ما اثبتت التحقيقات ان لا علاقة للطراس، وان الموقوف الاساس علي غانم غير في اقواله، قام القاضي حجار مطلع الاسبوع الماضي باستدعاء الطراس الى المحكمة العسكرية في اطار استكماله للتحقيقات وطلب منه احضار كل الهواتف المستعملة من قبله.
حضر الطراس الى المحكمة العسكرية وبحوزته هاتفان عائدان له.
ولدى تفتيشه عُثر بداخل محفظته الشخصية على شريحتي ذاكرة memory card, وقارئ على شكل usb وشريحتي هاتف احداهما سعودية.
قام القاضي الحجار بإرسال الهواتف والشرائح الى شعبة المعلومات طالبا تحليلهم فنيا وتزويده بالنتيجة.
المفاجأة كانت في شريحتي الذاكرة حيث تبين أنهما تحتويان على برنامج تشفير خاص بالجماعات المتشددة ويُستخدم بصورة واسعة من قبل داعش واسمه برنامج اسرار المجاهدين. كما عثر على رسائل مشفرة، اضافة الى مستندات شخصية خاصة به.
اتُخذ القرار باستدعاء الطراس الى شعبة المعلومات لاستيضاحه عن ما سبق ذكره.
في التحقيقات لدى المعلومات حاول الطراس الإيحاء بان احدا ما قد دس له ذلك قائلا بأن الشريحتين كانت في حوزته لدى توقيفه من قبل الامن العام ولم يسأله احد عنها ليتبين تقنيا بأن كلامه غير صحيح.
مع تواصل التحقيقات، صرح الطراس بانه على علاقة بالمدعو بأبو البراء وهو المتهم الرئيسي في قضية سيارة الناعمة، وبان ابو البراء تواصل معه منذ منتصف العام الفائت وأرسل له عبر احد الأشخاص مغلفا يحتوي على الشريحتين، حيث قام هذا الشخص بتعليمه على كيفية العمل بالبرنامج وقام بتزويده كلمة السر حيث تم فتح رسالة مشفرة مرسلة من ابو البراء عنوانها: الى اخواني. (وهذا العنوان غالبا ما يرسل الى امراء داعش)
وعند سؤاله عن مضمون الرسالة افاد بأنها تتعلق بتزكيته من قبل الدولة الاسلامية، مصرا على ان المرسل هو ابو البراء وليس سواه واصر على انه نسي كلمة السر.
ولدى سؤاله عن رسالة قام هو بإرسالها تحت اسم ابو العباس افاد بان هذا الاسم اختاره له أبو البراء وقام بإرسال رسالة فارغة على سبيل التجربة.
المفارقة كانت بان برنامج التشفير وجد ايضا على laptop العائد للطراس والدي احضره معه الى شعبة المعلومات.
هل يعقل ان يحضر الطراس دليل ادانته الى المحكمة العسكرية وشعبة المعلومات؟ ولكن هذا ما حصل.
في هذه الأثناء ورد الى شعبة المعلومات من الامن العام اللبناني بواسطة مفوض الحكومة تقرير يتضمن محادثات اجراها الطراس بين شهر ٨ وشهر ١٠، ٢٠١٥ تضمنت محادثات بين الطراس وشخص ملقب بابو البراء وشخص اخر ملقب بابو الوليد السوري.
بينت التحليلات التقنية والتحقيقية الاتي:
١- الرقم العائد لابو الوليد السوري وهو مدبر تفجيرات برج البراجنة وباريس حاول الاتصال مرارا بالشيخ الطراس.
٢- في الخلاصة تبين بان الطراس قد نسج علاقة مع محمد الأحمد الملقب بابو البراء خلال ٢٠١٥ واتفق معه على ان يكون ممثلا او اميرا للدولة الاسلامية أقله في منطقة البقاع وهذا ما يفسّر رسالة الى اخواني، حيث ان ابو البراء قام بتزكيته لدى داعش بحكم معرفته القديمة به وهذا ثابت بإفادة الطراس.
وعلى هذا الأساس تم ربطه بابو الوليد السوري، الا انه وفي أواخر ٢٠١٥ عدل عن رأيه وقطع كل اتصال بابو البراء وسواه.
الإشارة الى انه لم ثبت اي علاقة للطراس بتفجيري برج البراجنة وتفجير كسارة كما ان ابو الوليد السوري قد قتل في سوريا في شباط ٢٠١٦.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك