رسمتْ مصادر واسعة الاطلاع عبر "الراي" علامات شكوك كبيرة على نجاح محاولات اختراق المأزق السياسي الداخلي في لبنان في هذا التوقيت، متوقّعة أن يشكل موعد الجلسة الانتخابية المقبلة ما يشبه سكب المياه المجلّدة على رؤوس المراهنين على نجاح محاولات الاختراق هذه.
وقالت المصادر إن أكبر دليل على الصعوبات الكبيرة التي تواجه مسعى الرئيس سعد الحريري في تسويق خيار العماد ميشال عون تتصل بعامليْن، أوّلهما صمت الحريري تجنّباً لإحراق ما تبقى لديه من أوراق قبل أن يعلن موقفه النهائي، وثانيهما صمت خصمه الأول والأكبر "حزب الله" حتى الآن عن كل مجريات تحرك الحريري وسواه من تطورات متصلة به مثل المواقف البارزة الأخيرة للكنيسة المارونية.
وفي ظل هذيْن العامليْن داخلياً، تبدو المصادر جازمة بأن بتّ مصير تحرّك الحريري صار وشيكاً ولن يتأخّر في ظل مجموعة عوامل منتظَرة تباعاً. فهناك أولاً ضغط العدّ العكسي لموعد جلسة 31 الجاري الذي يفترض أن يسبقه اعلان الحريري حصيلة تحركه وأن يبني عليه موقفه الحاسم سواء لمصلحة خيار عون او الاستمرار في خيار فرنجية أو الذهاب الى خيار ثالث، وربما الى تعليق الخيارات ورمي الكرة في ملاعب الآخرين.
وهناك ثانياً موقف مرتقب للسيد حسن نصرالله قبل نهاية الأيام العشرة لعاشوراء أي قبل الثلثاء المقبل يُتوقع ان يتطرق فيه الى هذا التحرك والموقف منه. علماً أن الاوساط المتصلة بالحزب لا تزال تدأب على القول ان الأخير ينتظر اعلان الحريري موقفه الواضح من تبني ترشيح العماد عون ليبنى على الشيء مقتضاه.
وهناك ثالثاً تحرك ورشة مجلس النواب في مستهلّ العقد الثاني بعد منتصف اكتوبر اذ ان بري يتجه بعد اجتماع سيعقده الاثنين المقبل لهيئة مكتب المجلس الى برْمجة الدعوات الى جلسات تشريعية للبرلمان لا تزال المواقف السياسية منقسمة حيالها، ومن شأن ذلك ان يثير عامل تعقيد اضافياً أمام تحرك الحريري الذي يفترض به ان يسارع الى عزْل مسعاه عن هذا الملف قبل نهاية الشهر الجاري.
وتلفت المصادر الى انه اذا كانت العوامل الداخلية لا تسمح بتمديد انتظارات الحريري لئلا يرتّب تحرّكه مزيداً من الإرباكات والخسائر، فان مجمل المعطيات الخارجية المتفجّرة تضغط بدورها لبتّ مصير هذا التحرك بسرعة في ظل انصراف العالم الى ترقّب نتائج المواجهة الاميركية - الروسية في سوريا من جهة واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية من جهة أخرى.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك