في وقتٍ تَجهدُ فيه العائلات اللّبنانيّة في تربية أطفالها وتأمين لقمةَ العيش اليوميّة ونفقات التّعليم والطّبابة والحدّ الادنى من المتطلّبات، حتى وصلَ الامرَ ببعض الاهالي الى تقليص حجمِ العائلة وانتهاج سياسة الطّفل الواحد نظراً للتّكاليف المرتفعة المترتّبة على كلّ زوجين لبنانيّين، تَعمرُ وتَكبرُ في المقابل مخيّمات اللّجوء في مختلف المناطق اللّبنانيّة، وترتفعُ الولادات في صفوف اللاّجئين السوريّين في كنف خيمٍ لا تصلحُ لتكون أقبية، فكيف بها تأوي عائلات بعضُ أفرادها وُلد على قارعة الطّريق؟
51 الفاً هو عددُ الاطفال السوريّين المولودين في لبنان، 30 ألفاً منهم غير مسجّلين. ولكن من يتحمّل نفقات الولادة وعبءَ هؤلاء الاطفال من يومِ ولادتهم حتى يومِ عودتهم الى بلدهم... إن عادوا!
في هذا الاطار، علم موقع الـmtv أن الولادات بين اللاّجئين السوريّين المسجّلين حصلت في 60 مستشفى متعاقداً، وقد غطّت مفوضيّة الامم المتحدة لشؤون اللاّجئين 75 في المئة من النّفقات التي حدّدتها وزارة الصّحة، ومن ضمنها عمليّات الولادة القيصريّة.
فواتيرُ الولادات تختلف بين مستشفى وآخر، السّعر الادنى للولادة الطبيعيّة هو 300 دولار أميركيّ، أما عمليّة الولادة القيصريّة فتكلّف 750 دولاراً أميركيّاً.
وفي الحالات حيث لم تَستطع العائلات السوريّة تغطية الـ25 في المئة المتبقّية من الفاتورة المتوجّب دفعها عن الولادات القيصريّة، تعمد المفوضيّة الى رفع التّغطية الى نسبة 90 في المئة.
وتشير المفوضيّة في هذا الاطار الى أن 65 في المئة من الولادات المسجّلة هي ولادات طبيعيّة، في وقت اعتُبرت فيه 26 في المئة من الولادات ذات مخاطر كبيرة. أما حالات "الولادة الفاشلة" فقد حصدت نّسبة 5,2 في المئة.
وقد سُجّلت 5 وفيات للاجئات حوامل دخلن المستشفيات للولادة.
وتبرزُ الارقام واقع أن 55,5 في المئة من حالات دخول اللاجئين السوريّين للمستشفيات كانت لاجراء عمليّات الولادة، ممّا يعكس المبالغ الضّخمة التي دُفعت في هذا السيّاق.
وفي عمليّة حسابيّة بسيطة، إذا اعتبرنا أن معدّل تكلفة عمليّة الولادة هي 500 دولار أميركيٍّ، وضربنا هذه العدد بعدد الاطفال السوريّين المولودين في لبنان، نحصل على رقم 25,5 مليون دولار أميركيّ.
هذا الرّقم الضّخم هو لاموال صُرفت على اليوم الاوّل من حياة الأطفال اللاّجئين في لبنان، في وقتٍ تُحرم فيه بعض العائلات اللّبنانيّة من المساعدات الاجتماعيّة والطبيّة وتترك بعض الاّمهات على أبواب المستشفيات وهنّ في خضّم المخاض.
الازمةُ التي تتوالد يوميّاً في المخيّمات الفقيرة، هي توأم أزمة، إجتماعيّة - إقتصاديّة تنفجر انفجاراً صغيرا لدى ولادتها بانتظار الانفجار الاكبر، وتتغذّى من عواملَ كثيرة، لتكبرَ مع نمّو كلّ طفل لاجئ حُرم الحياة اللاّئقة، والسّرير والمخدّة، والحليب والغذاء، وتُرك يحلم بالكثير ويعتاش بالقليل...
أمام أزمة الولادات المرتفعة، قد تكون حملات التّوعية وجهود الوزارات المعنيّة ومفوضيّة الامم المتّحدة لشؤون اللاّجئين مفيدة الى حدّ ما، لكن حلّ إغلاق الحدود لا يجدي نفعاً في هذه الحال... فابحثوا عن حلٍّ و"إغلاقٍ" آخر!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك