حذر عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق جو سركيس من "التداعيات السلبية التي تخلفها سياسات "حزب الله" ضد بعض الدول العربية تنفيذاً للاجندة الايرانية على مصالح اللبنانيين العاملين في دول الخليج والذين يبلغ تعدادهم نحو 400 الف يشكلون شرياناً حيوياً بالنسبة الى الاقتصاد اللبناني والى حياة ذويهم كما ولسائر القطاعات على مساحة الوطن"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "تحويلات المغتربين اللبنانيين السنوية كانت قد ارتفعت بشكل لافت في الأعوام الأربعة الأخيرة لتبلغ 8 مليارات دولار في العام 2010، أي ما نسبته 22% من الناتج الوطني اللبناني، وبحسب التقديرات فإنّ الثقل الاكبر من هذه التحويلات مصدره الاموال التي يحوّلها اللبنانيون المقيمون في الخليج الى وطنهم. كما أنه من الجدير ذكره أنّ رعايا دول الخليج يقصدون لبنان على مدار السنة ويوظفون الأموال الطائلة في المشاريع الاستثمارية وينفقون الكثير على الحركة السياحية اثناء تواجدهم على الأراضي اللبنانية".
سركيس العائد من المملكة العربية السعودية حيث يشرف على كبريات المشاريع في المملكة، نبه في حديث لموقع "NOW Lebanon" إلى أنّ "استمرار سياسات "حزب الله" بالشكل المتبع حاليًا يعني أنّ المزيد من السلبيات والأثمان قد يدفعها لبنان واللبنانيون، خصوصاً في موسم الصيف وفي حركة الاستثمار على الأمدين القصير والمتوسط"، مذكّرًا بأنّ "هذه السياسات كانت قد أدت في انعكاساتها الأولى إلى طرد نحو 150 لبنانياً من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة جراء توجيه اتهامات الى مشاركة حزب الله بالتدخل في شؤون دولة الامارات العربية المتحدة".
سركيس لفت الإنتباه إلى أنّ "ما حصل في الآونة الأخيرة في مملكة البحرين أثار عاصفة هوجاء ضد مصالح اللبنانيين، وكانت بداية الاجراءات التي اتخذت من هذا القبيل قد أدت إلى ابعاد أكثر من 15 لبنانياً من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، الأمر الذي دفع بالمسؤولين اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، إلى الاتصال بالمسؤولين البحرينيين ما أعاد الامور نوعاً ما الى طبيعتها وتم وضع حد لطرد الكفاءات اللبنانية العاملة والمقيمة في هذه الدولة الشقيقة"، مشيرًا في هذا السياق إلى "وجود 4000 عائلة لبنانية في البحرين، وإثر الأحداث الأخيرة ومواقف حزب الله حيالها وضعت السلطات البحرينية لائحة تضم اسماء محددة من اللبنانيين كان سيصار الى ابعادهم، بعدما ثبت أنّ عددًا منهم شاركوا في تحركات المعارضة البحرينيية سواءً في المنامة أو في مناطق بحرينية أخرى، وقد تبيّن للسلطات البحرينية ارتباط هؤلاء المباشر بـ"حزب الله" والحرس الثوري الايراني".
وإذ لفت إلى أنّ "بلبلة هائلة ومحرجة للبنانيين تسببت بها سياسات "حزب الله" إزاء مملكة البحرين"، نبّه سركيس إلى أنّ "وقف الاجراءات التي كانت قد اتخذتها السلطات البحرينية إنما هو رهن بألا يقوم "حزب الله" بأعمال أخرى تندرج في سياق التدخل في الشؤون البحرينية"، مستغربًا في الوقت عينه "كيف يقدم طرف لبناني على التورط في مسار من شأنه أن يفضي ربما إلى احتلال ايران دولة عربية على غرار احتلالها جزر طمب الكبرى وطمب الصغرى وابو موسى في الإمارات، ما يلحق المزيد من الاضرار بالمصالح اللبنانية الاستراتيجية لصالح الإسهام في توسيع النفوذ الايراني في دول الخليج العربي".
سركيس الذي شدد على أن "لا علاقة البتة للكثيرين من ابناء الطائفة الشيعية بـ"حزب الله" والمخطط الايراني في الخليج العربي، لكنّ سياسات الحزب وإيران في مواجهة الدول العربية تجعل اللبنانيين مهددين بدفع الثمن على قاعدة: بيروح الصالح بضهر الطالح"، محذرًا في السياق عينه من أنّ "الكثير من اللبنانيين المتواجدين في المملكة العربية السعودية يعبرون عن خشيتهم من أنّ استمرار سياسات "حزب الله" على النهج نفسه بمواجهة الدول الخليجية ستدفع عددًا من دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية إلى اتخاذ المزيد من التدابير بحق قسم من اللبنانيين العاملين هناك، الامر الذي يزيد من البلبلة في أوساط المغتربين اللبنانيين، إن لناحية الخشية من الطرد أو لجهة إقفال باب فرص العمل بوجههم، الأمر الذي سينعكس سلبًا على مصيرهم ومصير عائلاتهم".
وفي هذا المجال، كشف سركيس أنّ "رجال أعمال ومسؤولي شركات كبرى في الخليج، بدأوا يترددون في توظيف لبنانيين ربطًا بسياسات "حزب الله" تجاه الأحداث الأخيرة في دول الخليج"، معربًا في المقابل عن أسفه "لهذه الظاهرة" وخشيته من اتساع دائرتها "إذا واصل الحزب سياساته المضرة باللبنانيين العاملين في الخليج، علمًا أنّ الكثيرين منهم باتوا يشعرون برفض توظيفهم بشكل غير مباشر رغم أنهم لا يرتبطون بحزب الله ولا يؤيدون سياساته التي كانت السبب في إقفال باب التوظيف بوجههم، لمجرد كونهم لبنانيين".
وإذ نقل عن "مسؤولين ورجال أعمال في دول الخليج إستغرابهم أن يزج بعض اللبنانيين بأنفسهم وبمصالح مواطنيهم في معارك لا مصلحة لهم فيها وأن يعمدوا إلى الإساءة لمصالح بلدهم خدمة لحسابات غريبة عنه"، توقف سركيس عند "الموقف السوري المتناقض مع "حزب الله" وإيران حيال الأحداث البحرينية"، لافتًا إلى أنّ "هذا الموقف السوري أراح الرعايا السوريين في دول الخليج"، وأضاف متسائلاً: "كيف تستطيع دمشق أن تتخذ مواقف تعرف من خلالها أين تكمن مصلحتها السياسية ومصلحة أبنائها المغتربين، في حين أنّ "حزب الله" وبعض حلفائه المرتبطين على طول الخط بسوريا يمتنعون عن انتهاج سياسات تتماهى بشكل جدي وفاعل مع مصالح اللبنانيين في الخارج؟"، مشددًا في ختام حديثه على "أهمية توطيد العلاقات والروابط في مختلف القطاعات بين لبنان وسائر دول الخليج التي كانت ولا تزال لها أياد بيضاء على وطننا وتقف دائماَ الى جانب لبنان ومصالح مواطنيه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك