أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أنه ينظر إلى لقاء الثلاثاء في بكركي "على أنه يوم جديد وشمس جديدة، ستطوى فيه صفحة بأحداثها وأحزانها وأوجاعها وذكرياتها كلها، وتفتح صفحة جديدة سننظر من خلالها إلى الحاضر والمستقبل بكل ما يحمل من إيجابية وَخير"، مضيفا: "لو لم يكن الاجتماع مرتكزا على هذه الأسس، لما شاركت فيه".
واعتبر جعجع في حديث الى "الجمهورية" أن يوم الثلثاء هو يوم جديد، وسيذهب واضعا كل شيء وراءه"، كاشفا "أنه سيحاول الذهاب أبعد من الشكليات والسلام والكلام والخروج بإيجابيات". وقال: "لا شك في أنني أختلف مع عدد من الموجودين في كثير من النقاط السياسية، في حين ألتقي مع الرئيس أمين الجميّل في الكثير من النقاط، ويبقى هناك مع ذلك نقاط لقاء مع العماد عون والنائب سليمان فرنجية، وسأسعى إلى تخطي نقاط الخلاف في الوقت الراهن، لنصل إلى نقاط اتفاق والبناء عليها".
وأكد أنه سيصافح فرنجية وجميع الموجودين، قائلا: "لست محرجا من أي مصافحة، لأن من يتخذ قرارا بالذهاب إلى اجتماع مماثل لفتح صفحة جديدة، عليه أن يتصرف على هذا الأساس، وأنا اعتبرت أنني صافحت العماد عون والنائب فرنجية حتى قبل لقاء بكركي".
وهل لمس بوادر إيجابية من عون وفرنجية في هذا الإطار، أعرب عن اعتقاده أن "موافقتهما على الاجتماع تؤكد وجود نيّات إيجابية لديهما، والأهم تعزيز هذه النيات الإيجابية والذهاب أبعد في اتجاه كتابة صفحة بيضاء جديدة".
جعجع رفض مقولة أنّ "البطريرك الراعي نجح حيث فشل البطريرك مار نصرالله صفير، وقال "لو كانت الأدوار معاكسة، وانتخب البطريرك صفير خلفا للراعي ، لحصل الشيء نفسه. ففي كل مرة ينتخب بطريرك جديد، نشهد ديناميكية جديدة وزخما جديدا يفرض نفسه". وأضاف: "لا أرى بوادر فشل، ومجرّد انعقاد الاجتماع يعدّ نجاحا. أما تحديد نسبة النجاح فهي رهن ظروف اللقاء"، مؤكدا أنه لا يحمل "أي ورقة عمل، فاللقاء تمهيدي لمزيد من العمل الإيجابي، لكنه في الوقت نفسه يتخطى المصالحة".
وتعليقا على الانتفاضات العربية، لفت جعجع إلى أنها "المرة الأولى منذ الحرب العالمية الأولى، نشهد فيها تحركا حقيقيا وصادقا وشفافا على مستوى الشعب العربي، وشدد على أن "ما يحصل ليس حوادث سياسية إنما حوادث تاريخية"، متوقعا "الخروج بشرق أوسط جديد بالمعنى الحقيقي للكلمة، وليس كما تريده أميركا أو دول أخرى"
وعما اذا كان يتخوف من زعزعة الوضع الأمني في لبنان, أكد جعجع أن لا خوف حتى الآن، معتبرا أن الاتهامات التي ساقتها سوريا في حق النائب جمال الجرّاح "لن تصل إلى نتيجة، فنحن اعتدنا هذه الأساليب في التعاطي".
وإذ رأى فيها ما هو أبعد من الأهداف السياسية قال: "لم ألمس حتى الساعة شيئا محددا يجعلني أتخوّف"، داعيا في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى التنبه.
وفي الملف الحكومي، عزا جعجع التأخير إلى رؤية الفريق الآخر للأمور، فهو لا يريد بناء دولة، في حين يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كل من موقعه، بناء الدولة، وبالتالي من الطبيعي أن يعملا على موجتين مختلفتين.
أضاف: "الأهم بالنسبة إلى حزب الله وضعه وموقعه وليس بناء الدولة، وهم يرون في الحكومة وسيلة أو ممرا لتحقيق أهدافهم".
وفي الختام، وجه جعجع رسالة إلى عون وفرنجية عشية لقاء بكركي، قائلا: "الثلثاء يوم آخر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك