بعدما دخلت الحكومة عهد تصريف الأعمال وبات ترك نعيم الوزارة أمرا حتميا على الوزراء، شرع وزير التربية حسان دياب الخجول في إطلالاته الإعلامية بتوثيق ولايته بكتابيْن لا بل مجلديْن، صدرا قبل أشهر بمئات النسخ.
المضحك المبكي أن كل مجلد بلغ حدَ ألف صفحة ما يوازي حجم موسوعة. ورق الطباعة من النوع الفاخر، وعلى سبيل المثال في الجزء الأول من كتاب الإنجازات العظيمة، نصوص مقابلات روتينية وأحاديث صحافية عادية أجراها الوزير الشاب. حتى التوضيحات الصادرة عن مكتبه الإعلامي، أدرجها دياب في الكتاب إلى جانب كلمات ألقاها في عدة مناسبات. لا تخافوا، نصف الكتاب تقريبا مخصص للصور الملونة والمطبوعة بجودة عالية بما فيها صور التقطت في مناسبات اجتماعية كسهرات الأعراس، التي وجد فيها دياب إنجازا تربويا. والأنكى أن التكاليف سددتها وزارة التربية من المال العام، بحسب ما هو مدونٌ قبل مقدمة الكتابيْن.
تكلفة طبع الكتابيْن، وفق المعلومات، بلغت سبعين مليون ليرة لبنانية، تم تخفيضها كون الشركة المكلفة طبعت أيضا الكتب المدرسية. عاد وزير التربية المندفع وطلب إضافات فارتفعت الكلفة من جديد إلى سبعين مليون وربما أكثر.
قد يحقُ لوزيرِ التربية أن يوثق إنجازاته ومن حقنا أن نسأل: كم من مدرسة كان ليلحقها بعض الترميم من أموال هذين الكتابيْن وكم من طالب محروم كان ليحصل على التعليم؟ لو كانت الإنجازات المفندة في الكتابيْن مفيدة للقطاع التربوي في لبنان لكان الأمر مقبولا، أما أن يكون الكتاب ترويجيا بامتياز لشخص الوزير فهذه فضيحة موصوفة من العيار الثقيل.
جوني طانيوس
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك