كتبت لارا يزبك في "المركزية":
لدى وصوله إلى مطار بيروت صباح امس، قال وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان "مضى 6 أسابيع من المقاومة البطولية في غزة أثبت أن الوقت ليس في صالح الكيان الإسرائيلي". وشدد عبداللهيان على ان "الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مستقبل غزة ومستقبل فلسطين"، لافتا الى "اننا نحن بيروت للتشاور مع السلطات اللبنانية بشأن تحقيق الأمن في المنطقة واستيفاء الحقوق...وسمعنا من قادة المقاومة في المنطقة أن الأيادي ستكون على الزناد حتى استيفاء كل حقوق الفلسطينيين".
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن التوقيت المفاجئ لوصول الدبلوماسي الى لبنان، حيث لم تكن هذه الزيارة مقررة مسبقا، يدل بحد ذاته، على مضمون النقاشات التي سيجريها. فهو حط في بيروت على وقع الاعلان عن اتفاق وقف اطلاق نار مؤقت تم التوصل اليه بين حماس واسرائيل برعاية قطر وعدد من الدول. عليه، فإن الرجل قرر ان يتوجه الى لبنان للبحث في هذا التطور الجديد.
صحيح ان عبداللهيان زار عين التينة والسراي، الا انه قصد بيروت ليلتقي في الواقع، شخصا واحدا، هو الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فكما حط هنا غداة عملية طوفان الاقصى واندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، ها هو اليوم، غداة اتفاق "الهدنة"، يحط في لبنان عموما والضاحية تحديدا. في منتصف تشرين الأول الماضي، نسّق مع نصرالله خطوات الحزب العسكرية وتم وضع اطارها وحدودها وسقفها، بشكل يناسب ايران، وتبيّن مع الوقت ان الاخيرة تريد مناوشات وجبهةَ اسناد في لبنان، لا اكثر، ولا تريد الانخراط في حرب أوسع.
اليوم، يجب رصد مضامين رسالة ايران التي يحملها عبداللهيان الى حارة حريك. وقد اعلن الحزب في بيان ان الرجلين "عرضا للتطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة، والاحتمالات القائمة حول مسار الأحداث والجهود المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية لفلسطين وقضيتها المقدسة وكل المنطقة".
بحسب المصادر، فإن عبداللهيان على الارجح، دعا الحزبَ الى الالتزام بوقف النار والى مواكبته ايجابا، عبر الاكتفاء بالرد في حال اعتدى الاسرائيليون على لبنان. والى هذا المطلب، تشير المصادر ان في جعبة الدبلوماسي مطلبا ثانيا، فحواه ان ضربات حزب الله في الايام الماضية لامست الخطوط الحمر وهي استفزت تل ابيب الى درجة اضطرت فيها واشنطن الى ارسال موفدها اموس هوكشتاين الى اسرائيل للجمها وردعها من توسيع عملياتها ضد لبنان. ولمّا كانت الحرب الشاملة غير مرغوبة مِن قِبل ايران ايضا - وقد التقت مع "الشيطان الاكبر"، على هذه النقطة - فإن عبداللهيان، تماما كما فعل هوكشتاين، حضر الى بيروت لمنع اي خطوة "دراماتيكية" مِن قِبل الحزب، يُمكن ان تشعل المنطقة، طالبا منه التروي والتهدئة ودوزنة ضرباته اكثر.
في الخلاصة، الحرب لن تتوقف اليوم جنوبا، وستستمر بالصورة التي نراها اليوم: مناوشات ترتفع وتقل حدتها وفق التطورات، رغم تلقّي الحزب ضربات موجعة كان آخرها عصر امس، ورغم قتل المدنيين والصحافيين.. في انتظار التوصل الى وقف اطلاق نار شامل في غزة، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك