كتبت يولا هاشم في "المركزية":
في نهاية جولته على الفرقاء اللبنانيين والتي جاءت بعنوان حماية لبنان، أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن 5 نقاط تفاهم عليها مع من التقاهم، تنص على أن لبنان بمواجهة إسرائيل معني بإستعادة حقوقه والإلتزام بالقرارات الدولية وعلى رأسها الـ1701، وبمبادرة بيروت العربية للسلام، إضافة إلى استعادة الأراضي اللبنانية المحتلّة وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين وصولًا إلى حماية كافة حقوق لبنان وموارده الطبيعية، خصوصًا تلك المتعلقة بالنفط والغاز والمياه، والإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، والعمل على عودة النازحين السوريين الى بلادهم.
واستكمالا لمبادرة باسيل، يقوم نائب رئيس التيار لشؤون العلاقات الوطنية ربيع عواد بجولة على المرجعيات السياسية والروحية لشرح أهداف المبادرة، استهلها من الجنوب على ان تُستكمل في بيروت وباقي المناطق تباعاً.
عن أهداف الجولة يشرح عواد لـ"المركزية": "إنها رسالة تضامن وصمود مع أهلنا في الجنوب مع هذا الوضع القائم، بالاضافة الى رسالة تعزية بالشهداء الذين سقطوا من الاعلاميين والمدنيين وشهداء حزب الله الذين نعتبر أنهم سقطوا في سبيل لبنان لا في سبيل حزب او طائفة. بالاضافة الى شرح الافكار التي حملتها اللقاءات التشاورية التي قام بها باسيل، والتأكيد على أننا كتياريين موجودون في كل هذه المناطق وشرح أهدافنا وللتأكيد على ان الحوار هو العنوان الذي يجمع كل اللبنانيين".
ويضيف: "بدأت الجولة في النبطية، مع المفتي الامام عبد الحسين صادق، رجل دين من جبل عامل، والمفارقة أنه تفاجأ ان "التيار" منفتح ويضم أعضاء من كل الاطياف والالوان والطوائف. اللقاء الثاني كان مع السيد علي مكي رئيس المحكمة الشرعية في المجلس الشيعي ورئيس جمعية خيرية في النبطية، تحدثنا في المواضيع عينها وتاريخ التلاقي وشرحنا مواقفنا وكان متفهما لكل ما طرحناه. بعدها زرنا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي اكد لنا أنه يطمح لبناء الدولة ولكن التفاصيل معقدة، واشاد بالمواقف التي اتخذها التيار. وللمفارقة،كان لافتا أنه يضع صورة الرئيس ميشال عون في مكتبه. تحدثنا عن كيفية تكوين الدولة وعن اللامركزية الادارية والمالية. كان رعد واضحاً بأن هناك أفرقاء يسيرون معنا لكنّ آخرين سقفهم ليس عالياً مثلنا، ويمكننا ان نتفهّم هذا الموضوع. أما في موضوع النازحين، فاعتبر أن كان من الضروري التواصل مع الدولة السورية لحل هذه المسألة لأن ليس بمقدور اي طرف حله بمفرده، وان المطلوب وقف التهريب عبر الحدود ولذلك يجب التواصل مع الدولة السورية".
في ما خصّ الحوار بين الحزب والتيار والمسار الطويل، يقول عواد: "نتحدث عن قوانين وفي صلبها ونضع المراسيم التطبيقية، لأننا لا نريد ان نواجه مجددا المشاكل التي اعترضتنا في السابق مع الحكومات المتتالية، وان يوضع اي قانون في الدرج، لذلك فإن المراسيم التطبيقية توضع ضمن مشروع القانون الذي سنقدمه وسنتفق مع الحزب عليه. هذه الثغرة التي نعمل عليها. بالطبع هناك لجنة من جهتنا واخرى من جهة الحزب تتابع هذا الموضوع، لكن هذه النقطة اساسية لعدم تكرار الاخطاء السابقة، والهدف ان تكون مكتملة وسارية المفعول تلقائياً".
ويتابع عواد: "كانت لنا محطة في مكتب هيئة القضاء وأجرينا حوارا مع التياريين في النبطية، تناولنا المواضيع كافة وأشدنا بصمودهم ووضعنا خطة لكيفية التواصل مع أهلنا في الجنوب في حال تطورت الامور نحو الأسوأ. استكملنا في اليوم التالي جولتنا بزيارة عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي، مدير مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري في المصيلح. رحب قبيسي بالمبادرة واكد على النقاط التي تحدثنا عنها في المبادرة وجولة التشاور، وقال بأن أجواء اللقاء مع الرئيس بري كانت جيدة جداً. وتطرقنا الى الحديث عن الدولة المدنية لأننا كتيار نحمل مشروع الدولة المدنية، وأشار قبيسي الى أن الامام موسى الصدر تحدث عن دولة مدنية مؤمِنة، وشكر التيار وأثنى على حديثنا بأن المقاومة ليس ضرورياً ان تكون بالسلاح بل بالمواقف والكلمة والفكر والصمود، وشدد على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية. بدورنا أكدنا ان احد بنود المبادرة، اعادة تكوين السلطة المتمثلة بانتخاب رئيس ومن بعدها رئيس حكومة، وهنا شرحت بأننا قمنا في هذا الإطار بتنازل قضى بعدم ترشح رئيس التيار رغم أنه رئيس اكبر كتلة نيابية وانفتحنا على الحوار، وبمكان ما تقاطعنا على اسماء واعترضنا على اخرى ووضعنا الملاحظات حول سبب اعتراضنا في هذه المرحلة. واقترحت ضرورة وضع مهل دستورية في موضوع انتخاب رئيس لأن لا يمكن ان ننتظر سنوات عند كل انتخاب رئيس او تكليف رئيس حكومة او تشكيل وزاري، وأن ليس علينا انتظار الحرب المفتوحة او نتائجها كي ننتخب رئيسا وبأن ليس لدينا مشكلة في التوجه الى جلسات مفتوحة في الانتخابات الرئاسية، ومن يربح نبارك له ونتعاطى معه كرئيس جمهورية. ردّ قبيسي كان بأن يجب ان نستغل الظروف ونذهب الى انتخاب رئيس صُنع في لبنان، وتوافقنا معه على هذه النقطة. وقال بأن الحوار والتلاقي اساس والجولة والمبادرات خطوة جيدة وتترك صدى ايجابيا لدى كل اللبنانيين، مشيرا الى ان غالباً ما يتم مهاجمة التيار في الاعلام على انه معارض، لكن في هذه الجولة تبدلت الصورة وأصبح مبادرا ومنفتحا".
اما في صيدا، فيقول عواد: "بدأنا من النائب عبد الرحمن البزري جاء كلامه واضحا بأنه يتفق معنا بنسبة 90 في المئة بكل البنود التي شرحناها له لكن الاختلاف يكمن في التكتيك، وكان يأمل بعد زيارة باسيل لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان تتحسن العلاقة بين وزراء التيار ويعودوا إلى حضور الجلسات. فأجبنا بأن لا قرار حتى اليوم بمشاركة وزرائنا او الوزراء القريبين منا بجلسات الحكومة، وبأننا نطمح دائما لرئيس حكومة يُنجِز. كما تحدثنا عن تكوين السلطة وعن صيدا والى اي مدى اهل صيدا اصبحوا منفتحين على التيار ويستطيعون التواصل معه خصوصا بعد مواقفه الوطنية، وسلطنا الضوء على موضوع النزوح في عهد ميقاتي بأنه لم يكن جيدا ولم يستطع ان يجد صيغا لحل الواقع، وبأن لا يمكننا ان نعفيه من المسؤولية. بدوره اكد البزري ان الرئيس ميقاتي عندما يتسلم الحكومات نكون في مراحل الازمات، فكان جوابنا: كما تركت أنت أثراً عند تسلمك ملف كورونا، هكذا ما نتوقعه أيضاً من الوزراء والرؤساء.
وزرنا النائب اسامة سعد شرحنا له كل الافكار، وكان مختلفا، فهو شخص عروبي متقدم وقال لنا: لو كان معي سلاح اليوم لذهبت للمحاربة. فهو يعتبر ان هذه قضية عروبية بامتياز. وعندما تحدثنا عن اننا لا نريد ان تكون ارضنا مستباحة للفلسطينيين او لأي فصيل، أوضح سعد بأن الفلسطيني قام بمراجعة من الحرب اللبنانية وتحديدا منظمة التحرير وهو لم يبق لديه اي مشروع انطلاقا من لبنان. وعن الاستراتيجية الدفاعية، أكد سعد انها بحاجة الى توافق وطني وان من المفترض على الدولة ان تكون مسؤولة عن الحماية. وشدد على انه لن ينتخب احدا من المنظومة لرئاسة الجمهورية. من جهتنا، كان موقفنا واضحاً بأن المعارضة صحيح شعبوية، لكننا نعرف كيف نعارض من موقعنا وبمواقفنا، ونحن لم نشارك بجلسات الحكومة يوم وجدنا انها لا تتوافق مع قناعاتنا. واكد سعد ان خطاب التيار جامع ما يسمح له بالدخول الى صيدا، على عكس الخطاب الكانتوني والطائفي. وتحدثنا عن بناء الدولة واللامركزية الادارية والمالية والصندوق الائتماني، وأكدنا اننا نطرح مشاريع لكن أين الآخرون من كل ذلك. وأكد أن لا يكفي ان يبقى الانسان يعارض، واذا كان لدى الآخرين طروحات افضل من طروحاتنا فليتقدموا بها، وسنسير معهم، لأننا متصالحون مع كل الافرقاء، ولدينا القدرة على التواصل مع الجميع. بدوره، أكد سعد أن النكد السياسي يأخذ السياسيين الى خيارات غير مقتنعين بها، وكان هنا يتحدث عن دعم قائد الجيش دون ان يسميه، الامر واضح".
ويضيف عواد: "اما زيارة الجماعة الاسلامية في صيدا، فكانت مع الدكتور بسام حمود، وعضو بلدية صيدا حسن شماس، وعضو المجلس السياسي في الجماعة محمد الزعتر. وهنا دخلنا في السياسة مباشرة وأكدنا لهم أننا قد نختلف في الانتخابات لكن استراتيجيا لا نخطئ على صعيد لبنان، وبأننا دائما مع حق المقاومة بالدفاع عن ارضها، ونمر في وقت دقيق جدا وعلينا ان نضع الخلافات جانبا. وهنا عبّروا عن انزعاجهم من تصاريح حلفائهم والتي صنفوها تحت خانة التقوقع، وأكدوا على ضرورة التواصل وبأن النقاط المشتركة كبيرة بيننا وبينهم. وفي الخلاصة شددوا على ان المبادرة ممتازة ويجب تعميمها واستكمالها.
زرنا ايضا المطران مارون العمار، شرحنا له العناوين، فقال: "من المفترض ان تبدأوا بالاقربين". وكان جوابي أننا منفتحون على الجميع، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عندما دعانا الى طاولة حوار، لبينا الدعوة، لكن الطرف الآخر لم يلبِّ. وتساءل العمار عن سبب خسارة المسيحيين كل المواقع. وقلت له بأنني شيعي من جبيل واعتبر ان البطريرك يمثل ضمير لبنان، وكنت اود ان اعرف موقفه من القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة، فأكد لي ان الراعي تحدث عن الموضوع من روما ولكن لم تنقل كلمته للاسف اعلاميا في لبنان.
وانتهت الجولة بزيارة راجلة في حارات صيدا القديمة والاحياء الشعبية وزرنا مسجد المجذوب ومطرانية الروم الملكيين الكاثوليك وكنيسة مار نقولا وصيدلية مرجان التاريخية وخان الافرنج وساحة باب السراي، وتواصلنا مع اهلنا هناك.
كما زرنا العلامة السيد علي فضل الله، والمفارقة اننا عندما شرحنا له نقاط المبادرة أكد لنا بأنها النقاط نفسها التي تحدث عنها في خطبة الجمعة، وأكد التوافق معنا على بنود المبادرة، مشددا على ان الوقت هو لتحصين لبنان في مواجهة العدو وطلب التسريع بانجاز الاستحقاقات الرئاسية والحوارية عبر التلاقي. وتحدثنا عن العلامة السيد محمد حسين فضل الله وكم كان يدعو للحوار وان هذه المدرسة تمثلنا لانها تمثل الانفتاح والحوار.
ويختم عواد: هذه الزيارات سنستمكلها في بيروت والمناطق الاخرى ونحاول تحديد مواعيد من خلال جمع نحو 7 لقاءات في يوم واحد. ونحاول من خلالها فتح ابواب للحوار، خصوصا بعد الركود السياسي الذي شهدناه أخيراً. خلقنا حالة بنقاط محددة، وافقت عليها أكثرية اللبنانيين الوطنيين واكدوا على كل بند من بنود المبادرة، فجاءت الموافقة 90 في المئة على التكتيك وانحصرت الخلافات ببعض التفاصيل، سنعمل عليها لتعديلها، في النهاية لا يمكن ان يكون هناك إجماع على النقاط كافة. لا شك أننا فتحنا ثغرة في الحائط المقفل وسنستمكل العمل كي نصل الى بر الامان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك