كتب داود رمال في "أخبار اليوم":
كل المؤشرات تدل على ان الامور العسكرية خارج نطاق غزة، وتحديدا على الحدود الجنوبية مضبوطة على ايقاع من التصعيد غير القابل للانفلاش راهنا، اذ ان عامل الوقت يلعب دورا حاسما في امكانية الوصول الى وقف لاطلاق النار في غزة سيُترجم بالموازاة وقف عمليات الاشغال على طول الحدود اللبنانية.
ويوما بعد آخر تتعز من خلال الوقائع الميدانية والسياقات السياسية، ان احدا لا يرد الذهاب الى حرب اقليمية، وسط معطيات خاصة بوكالة "اخبار اليوم" عن "تسخين خط التواصل الايراني - الاميركي بوساطة عُمانية، اذ تم رصد ثلاثة اجتماعات على مستوى الخبراء في خلال اسبوعين عقدوا في سلطنة عمان وضموا ممثلين عن واشنطن وطهران وانقرة، وهذا التطور يعني ان المرتكز هو الاتفاق على الخطوط الحمراء الممنوع تجاوزها، بموازاة جهد قطري وتركي لضبط ايقاع حركة حماس بما لا يجعل الامور تصل الى نقطة اللاعودة".
وفي ذات السياق، سجّل مرجع سياسي كبير "ثلاث رسائل تعمّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ايصالها الى القريب والبعيد والى الحليف والعدو في خلال الايام الثلاثة الاخيرة، وتمثلت في الاتي:
الرسالة الاولى: الاتصال "الآمن" الذي اجراه السيد نصرالله مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهو جاء بعد سلسلة من التساؤلات عن عدم ظهور نصرالله منذ عملية السابع من تشرين "طوفان الاقصى"، فاذا به يخص باسيل باتصال له علاقة بالشأن الداخلي واهمية تحصين الموقف اللبناني، وهو بالقدر الذي أعطى باسيل قوة دفع سياسية داخلية، الا انه في ذات الوقت قيّد باسيل من حيث يدري او لا يدري الاخير، اذ جعل منه غطاءً مسيحيا للاحداث المتصاعدة على الحدود الجنوبية، وربطه ربطا وثيقا بالمحور من خلال اعطائه دورا في الساحة الخلفية للمواجهة وفي ذلك مكاسب كبيرة للحزب.
الرسالة الثانية: اجتماع السيد نصرالله مع الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زيادة نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري والاعلان عن هذا الاجتماع المصور، في تصويب مباشر برسائل متعددة من أن قادة المحور يتحركون بشكل آمن وطبيعي وليسوا في وضعية قتالية وحربية كاملة انما يقسّمون اوقاتهم بين الجبهات والتداول السياسي ومتابعة الملفات الاساسية، الا ان الاهم في البيان الذي اصدره حزب الله عن ما دار في الاجتماع هو حصر تحقيق الانتصار للمقاومة في غزة وان كل ما يحصل على الجبهات الاخرى هو في هذا السبيل، و"وقف العدوان الغادر والوحشي على شعبنا المظلوم والصامد في غزة وفي الضفة الغربية"، اي انه بمجرد التوصل الى وقف اطلاق النار فهذا انتصار للمحور وبالخصوص للمقاومة في غزة، ما يعني ان الحرب محصورة في الدائرة الفلسطينية الداخلية وليس هناك من قرار بتحويلها الى اقليمية من خلال فتح جبهات اخرى مهمتها الوحيدة راهنا الاستمرار بعمليات الاشغال.
الرسالة الثالثة: تعمد نشر الرسالة التي وجهها السيد نصرالله الى الوحدات والمؤسسات الاعلامية في الحزب والطلب اليهم اعتماد تسمية الشهداء الذين ارتقوا منذ 7 تشرين بـ"الشهيد على طريق القدس"، وهذا الشعار يعود الى القائد عماد مغنية، وبالتالي فان "طوفان الاقصى" هو معركة من المعارك على طريق تحرير القدس وليس المعركة الكبرى والنهائية التي لم يحن أوانها بعد، وطريق القدس تحتاج الى دماء وشهداء وانتصارات وتوقيتها جماعي لا فردي".
ولفت المرجع الى ان "حزب الله اسقط من قاموس خطابات ومواقف قياداته في الحرب الدائرة مصطلح "الخطوط الحمراء" حتى لا يقيد نفسه بخط احمر قد يؤدي تجاوزه من قبل الاسرائيلي الى الدخول في الحرب بالتوقيت الذي لا يناسبه، وبالتالي فان معركة "طوفان الاقصى" هي معركة من ضمن المعارك وليس المعركة النهائية التي تحتاج الى تكامل من حيث التحضير والظروف والتوقيت".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك