كتبت نجوى أبي حيدر في "المركزية":
باكرا اليوم التهبت الجبهة الجنوبية، استهدافات وقصف متبادل، قتلى وجرحى، وتهديدات بلغت أوجها، فيما يتوافد قادة العالم تباعا الى اسرائيل دعما وبحثا عما يخمد النيران قبل ان تبلغ الخط الاحمر فتتمدد الى المنطقة برمتها لتفجرها بمن فيها.
تحذيرات تتوالى من كل حدب وصوب. الحرس الثوري الإيراني حذّرإسرائيل من صدمة أخرى في الطريق إذا لم تتوقف الهجمات على غزة، ومرشده من نفاد صبر المقاومة. العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اكد ان خطر توسع الحرب في غزة حقيقي وعواقبه وخيمة. اما وزير خارجية تركيا هاكان فيدان الموجود في لبنان، فأعلن ان هذه الحرب قد تولد حرباً كبيرة ومدمرة...
غدا تعقد في عمّان قمة مصرية- أميركية- أردنية لبحث الأوضاع في غزة، وكيفية الانتقال الى تهدئة تستبق المفاوضات تمهيدا للتسوية، فمن يسبق اولا الحوار ام الانفجار؟
تؤكد اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان جبهات القتال لن تتوسع والمناوشات على الحدود الشمالية لاسرائيل ستبقى مضبوطة ، ولا خوف على انتقال المعركة الى لبنان. فعلى رغم التصعيد الميداني اليومي ، يبقى الوضع تحت السيطرة لأن لا رغبة لدى اي طرف في المنطقة بالانزلاق الى حرب اقليمية مدمرة . وتبعا لذلك، ابلغت الاطراف المعنية بمنع تجاوز الخطوط الحمر المرسومة دوليا ووجوب الالتزام بها تحت طائلة تدفيع من يتجاوزها ثمنا باهظا.
وتشير الى ان اجتماعات تعقد راهنا في عُمان وقطر للتوصل الىاتفاق على وقف العمليات العسكرية وبدء المفاوضات لمعالجةالتوتر. شأن يتطلب من منظار محور الممانعة اعتراف اسرائيل بحل الدولتين. هنا، ينقل سياسي اجتمع مع وزير خارجية ايرانحسين امير عبد اللهيان اثناء وجوده في لبنان، عنه قوله "ان ايران تراهن على صمود حركة حماس في غزة بوجه الآلة العسكريةالاسرائيلية، وبذلك ستتحول الى المفاوض الفلسطيني مع اسرائيل".اما بشأن لبنان فقال عبد اللهيان"ان ايران تعمل على المحافظةعلى الامن والاستقرار فيه، وعلى تحييد حزب الله عن المواجهاتلتبقى ورقة القوة الاحتياطية بيد ايران". لذلك يستبعد السياسي المشار اليه مشاركة الحزب في الحرب المستعرة بين حماسوالجيش الاسرائيلي،مع تسجيل غياب لمقاتلي سائر فصائل المقاومةومواقف عربية واضحة مما يجري.
ازاء ما تقدم، تقول مصادر سياسية لبنانية معارضة لـ"المركزية" ان ايران تحارب اسرئيل بالدم العربي وخارج حدودها، في لبنانوسوريا والعراق وغزة وفلسطين. لذلك، يتوجب على العرب انتزاع ورقة فلسطين من يد طهران وتولي معالجتها، والظرف اليوم هو الاكثر ملاءمة ، عن طريق انشاء محورعربي يفاوض عن الفلسطينيين، خصوصا ان قطرهي ممولة حماس ، اذ تدفع 30 مليون دولار بدل رواتب ومعاشات وحاجيات للحركة، ما يجعلها الى جانب السعودية ومصر مؤهلة لقيادة المحور العربي.
وكما اقليميا، كذلك لبنانيا، تعتبر المصادر ان من غير الجائز بقاء السلطة اللبنانية في "كوما" ازاء الخطر المحدق بلبنان مكتفية ببعض الاتصالات والمجاهرة بأن القرار ليس في يدها. وعلى غرار اقتراح المحور العربي لسحب ورقة فلسطين من يد ايران، يتوجب عليها، وتحديدا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لمرة واحدة اثبات وطنيتها، واستعادة قرار الحرب والسلم من سالبيه، عبر تشكيل هيئة طوارئ وطنية تتخذ من السراي الحكومي مقرا لها، تتزود بالمعلومات لحظة بلحظة من قادة القوى العسكرية والامنية وتتخذ مواقف رسمية واضحة باسم الدولة اللبنانية ليشعر العالم آنذاك بوجود سلطة لبنانية حقيقية ومرجعية وطنية يحاورها. ولحظة تُقدم، لا بدّ ستلتف حولها القوى السياسية المعارضة، اذ لم يعد جائزا في ظل الخطر المتعاظم على الكيان والوجود، ان يستمر مسؤولوحزب الله في التعاطي مع العالم على انهم المرجعية في لبنان ولا كلمة تعلو فوق مواقف "السيد" واصبعه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك