كتب يوسف فارس في "المركزية":
يثير الاداء السياسي في التعامل مع الشغور في الاجهزة الامنية وخصوصا في رأس المؤسسة العسكرية ارتيابا كون انعكاسات الفراغ في هذه المواقع اخطر من غيره، فهي تتصل بالوضع الامني اذ ثمة اجماع على ان العامود الوحيد الذي لايزال يتكئ عليه البلد حتى الان هو الاستقرار الامني ولو كان هشا، لذا فان الفراغ في المؤسسة العسكرية يعني حكما، في حال استمرار الشغور الرئاسي، الانفراط التام وانفجار الهدنة المترنحة اصلا حيث لن تكون هناك قدرة على حماية الهيكلية الادارية للجيش من الضعف والتشظي. المشكلة تكمن في ان ثمة من يراهن على تدخل الاميركيين في الوقت المناسب لمنع الجيش من الانهيار بعدما استثمروا فيه لسنوات، غير ان الاداء الاميركي في المرحلة الماضية يؤكد استعدادا للتعامل مع الامور ببراغماتية كما حصل مع حاكمية مصرف لبنان حيث تخلى الاميركيون عن المحسوب عليهم وتعاملوا بعملانية مع تسلم نائب الرئيس الشيعي ادارة القطاع المصرفي الذي يعتبر من حصتهم. وقد يكون خيار ترك المؤسسة العسكرية للمصير نفسه آخر صاعق للخارج لاشعال فتيل الفوضى الشاملة.
رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن السابق في الجيش هشام جابر يقول لـ"المركزية": "ان لبنان وحكومته في كوكب اخر وسط غياب كلي عن مواكبة ما يجري على الارض في الداخل والخارج. الرئيس ميقاتي يعلمنا بما يتقلى من اتصالات لضبط الوضع جنوبا وكأنه حل المشكلة. امام هذه التطورات الخطيرة التي تشهدها غزة من جهة، وما يشكله ملف النزوح من جهة ثانية، كان يفترض بالحكومة ان تجتمع بكامل اعضائها وتقرراستثنائيا وموقتا بداعي المستجدات ملء الشواغر في المجلس العسكري ليتسنى لرئيس الاركان تسلم قيادة الجيش في حال احيل القائد الى التقاعد ولم يصر الى انتخاب رئيس للجمهورية. اما اذا تعذر ذلك فيمكن للمجلس النيابي التمديد لفترة محددة للضباط الاعلى رتبة بغية اطالة امد بقاء القائد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية، كما يحق ايضا لقائد الجيش تكليف الاعلى رتبة في المجلس العسكري بتسيير الاعمال في رئاسة الاركان واعلام وزير الدفاع بالامر ليتسنى للمكلف تسلم القيادة في حال الشغور. وفي رأيي ان الحل الاسهل والاكثر واقعية ان يجتمع مجلس الوزراء ويدرس ملء الشغور في الاجهزة الامنية ويكلف قائد الجيش باستمرار المهام لمدة سنة. وفي حال انتخاب الرئيس فمن حقه تعيين قيادات عسكرية جديدة. واعتقد ان التطورات الحاصلة في المنطقة ستسرع المحادثات الاميركية - الايرانية وتسهل انتخاب رئيس الجمهورية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك