عبّر رئيس" تيار الكرامة" وعضو تكتل "التوافق الوطني" النائب فيصل كرامي عن خشيته من تطور معركة "طوفان الاقصى"، واحتمالية امتدادها إلى لبنان، وقال: "أنا أخشى أمرين في هذا الاطار، الاول وهو تطور الحرب وتدهور الامور وامتدادها إلى الداخل اللبناني، حيث أن القرار المتعلق بهذه المعركة لا يعود إلى الشعب اللبناني ولا إلى المقاومة في لبنان ولا إلى الدولة اللبنانية، فنحن لسنا حرس حدود لإسرائيل وهناك قوات اليونيفل وهناك الجيش اللبناني وأبراج مراقبة، وفي الحقيقة الكيان الصهيوني هو من يقرر الحرب في لبنان بفعل اعتداءاته المتكررة على الاراضي اللبنانية والذي يسعى الى استدراجنا الى هذه المعركة".
كما عبّر عن خشيته من "استعمال ملف النزوح السوري في هذا الصراع وفي بلبلة الوضع الداخلي اللبناني"، معتبراً أنّ "هذا الموضوع يتطلب وعيا وتكاتفا وتضامنا من كل اللبنانيين لتحصين الجبهة الداخلية".
كلام كرامي جاء خلال مداخلة إذاعية، فأشار بما يتعلق بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية والمبادرات الفرنسية والقطرية المتصلة بملف رئاسة الجمهورية، إلى أنّ "الأحداث الحاصلة اليوم على حدودنا وداخل أراضينا هي احداث دراماتيكية وسريعة جداً، ومن الطبيعي أن يصبح هذا الموضوع مؤجلاً كما كل ما يحصل من أمور داخلية".
وأسف كرامي "لإضاعة فرصة حقيقية في أيلول الماضي أمام اللبنانين وهي انتخاب رئيساً للجمهورية، فكانت تتمتع هذه الفرصة بمبادرة فرنسية وزخم قطري وجولة على كل المسؤولين وطرح افكار ومبادرات، والاهم هي المبادرة التي طرحها الرئيس نبيه بري، وهي الذهاب الى الحوار بدون قيد أو شرط ضمن سقف زمني محدد وبدون اسماء مسبقة، والذهاب إلى مجلس النواب والبقاء هناك بجلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية".
ولفت إلى أنه "في أيلول لم تكن كلمة السر أتت بعد إلى بعض اللبنانيين، وكان الامر واضحاً، لذا اجّلوا انتخاب رئيس الجمهورية، وبكل تأكيد أن هذا الفريق لم يكن يريد انتخاب رئيس، وحذّرت كثيراً إلى انه اذا انتهى شهر أيلول فنحن سنكون أمام المجهول، وهذا ما حصل مع الاسف الشديد، فلم يكن متوقعاً طبعا ولكن الحياة لا تنتظرنا".
وقال: "اننا في الأساس عندما كنا نتكلم مع لودريان المبعوث الفرنسي كان يقول بما معناه "اسمعوا مني انتم لستم أولوية في الملفات الدولية والإقليمية"، وأضاف: "أننا رأينا في الاجتماع الأخير للخماسية بأنه لم يصدر اي بيان، فنحن لم نكن أولوية، فما بالكم اليوم بالأحداث الأمنية في هذا الحجم والشكل، اذ حتماً سيتغير وجه المنطقة وليس فقط لبنان، كما ان كل الملفات اصبحت في الانتظار ، الملف السوري والملف الأوكراني- الروسي وغيرهما، وبالتالي من يفكر اليوم في موضوع رئاسة الجمهورية".
وأردف: "مع الاسف الشديد قد أضعنا فرصة كبيرة على أنفسنا، وكما رأينا اليوم في الكيان الصهيوني، اجتمعوا سريعا المعارضة مع السلطة، لعلها تكون هذه فرصة تحفيز لللبنانيين للذهاب فوراً إلى مبادرة الرئيس بري ولو تم سحبها من التداول، ولكن نستطيع إعادة طرح المبادرة او عقد اجتماع في مجلس النواب".
وتابع: "سمعنا ان جلسة حكومية ستعقد يوم غد وبدون جدول أعمال. لا نعلم على اي اساس اجتماعها، فهي تعتبر حكومة غير كاملة المواصفات ولا ثقة لها من مجلس النواب، وفي الحقيقة أن قصة الديمقراطية في لبنان تعتبر "مشربكة" في هذا الإطار، لكن علينا أن نتصرف لأن الوضع خطير جداً ولا ينتظر".
وختم كرامي "نحن الآن أمام منعطف تاريخي كبير لا اعتقد اي احد الان قادر على قراءة تداعياته إلى أين سيصل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك