جاء في "أخبار اليوم":
"حماية ظهر المقاومة" شعار يرفع عند كل استحقاق، ويوحي ضمنيًّا أنّ هناك من سيستهدفها، أو يُشكّل خطراً عليها. في حين أنّ "حزب الله" هو الطرف الوحيد المسلح، وهو بالتالي "المتقدم" على الآخرين على هذا المستوى؟! علما انه في ظلّ الظرف الراهن والانهيار المتواصل كل الشعب اللبناني بات بحاجة الى حماية وما يوفر له سبل العيش وان بالحد الادنى، وهذا ما يرجو ان يكون من ضمن اولويات العهد المقبل.
إذًا ممّا "الحزب" يخاف، في وقت لا أحد - محليا وخارجيا- يريد ادخال لبنان في حرب أهلية او الذهاب نحو خيارات عسكرية؟!
يجيب مصدر واسع الاطلاع بالقول: "ابحثوا عن المتغيرات الاقليمية!".
ويشرح عبر وكالة "أخبار اليوم" ان هناك مؤشرات بدأ يقرأها الحزب نتيجة الاتفاق السعودي - الايراني، وستضطره الى مراجعات وصولُا ربما إلى التراجعات، لذا يسعى الى سلطة مكفولة من قبله بشكل مطلق، بمعنى آخر هو يريد رئيسًا نسخة طبق الأصل عن الرئيس الأسبق إميل لحود الذي وعلى الرغم من القرار 1559 وانتفاضة 14 آذار وصولًا إلى خروج الجيش السوري من لبنان والمناخ الذي استجد بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري داخليا وخارجيا، لم يبدل قيد انملة في مواقفه، لان اساس عقيدته تنبع من خط الممانعة.
ويضيف: اليوم أيضًا يريد الحزب مرشحًا أو رئيسًا من قلب عقيدته الممانعة، خشية من تبدل موازين القوى الخارجية والداخلية، ومعلوم في هذا المجال إنّ جزءًا كبيرًا من الشخصيات اللبنانية التي تتعاطى الشأن العام والسياسة تتأثر بميزان القوى فتكون مع هذا الفريق وتنتقل الى الفريق الآخر، وفقًا للمستجدات والمصالح.
ويتحدث المصدر عينه عن وجود سبب آخر لتمسك "حزب الله" بحماية ظهر المقاومة، هو سعي هذا الفريق الى اخذ لبنان الى مشروعه، ولكن هذا الامر لم يعد متاحا اليوم لا سيما بعد الانتخابات النيابية وبعد الانهيار الاقتصادي الكامل، فاي خيار كهذا لا يمكن تنفيذه، خصوصا وان كل شيء يتبدل في الاقليم.
وبالتالي يرى المصدر أنّ المؤشر الاساسي في هذا المجال هو الخوف من المرحلة الآتية، لذا تصبح "الضمانة من موقع الرئاسة" ضرورية بالنسبة الى الحزب.
ورداً على سؤال، يجزم المصدر أنّ "أهداف المقاومة لم تعد سهلة التحقيق، لان معطيات جديدة لا تسمح لهذا الحزب أن يختار رئيس جمهورية في لبنان"، مذكرًا أنّ "موقف السعودية واضح في رفض "رئيس ممانع"، كما ان الاتفاق بين الرياض وطهران يعني اعادة التوازن الى الساحة الاقليمية، وهذا لا يترجم بايصال مرشح حزب الله الى رئاسة الجمهورية اللبنانية، وربما التوازن المشار اليه يكون من خلال الخيارات التي طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اي مرشح لا ينتمي الى هذا الفريق ولا الى ذاك".
واذ يعتبر ان المعلومات التي تنشر بين الحين والآخر عن تقدم حظوظ رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، لم تعد منطقية وهي كاطلاق النار بشكل عشوائي، يُشدّد المصدر على أنّ أي تسوية ممكنة ستكون حول رئيس لديه المواصفات القادرة على الربط مع المرحلة المقبلة، اي يحمل خلفية اصلاحية سيادية، قائلا: صحيح انه لن يكون مستفزا لفريق 8 آذار، ولكن لا يمكن ان يكون من قلب هذا الفريق.
وردًا على سؤال، يشير المصدر إلى أنّ الاتصال الذي حصل الأحد الفائت بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون - اللذين اتفقا على العمل معا لمساعدة لبنان- نقل الاستحقاق الرئاسي الى مرحلة جديدة عنوانها بحث عن "الخيار الثالث"، بمعنى آخر ان الموقف الخارجي بدأ يتبلور بعدما تخلت فرنسا عن تبني المقايضة (بين رئيس جمهورية من فريق 8 آذار ورئيس حكومة سيادي) وبالتالي لم تعد في الضفة الداعمة للحزب الذي بقي وحيدا في هذه المعركة.
ويختم المصدر مؤكدا أنّ "القضية أصبحت مسألة وقت بانتظار أن يتراجع حزب الله عن موقفه الداعم لفرنجية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك