كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
تحديدُ الاولويات هو ما يفعلهُ الاهل في الفترة الاخيرة مع اشتداد حدّة الازمة الاقتصادية... يختارون ما لا يمكنُ الاستغناء عنه للتقنين من مشترياتهم قدر الإمكان، فيحصرون نفقاتهم بالأساسيات. غير أن التعليمَ يبقى من دون منازع الهدف الأساس ويحتلّ سلّم الاولويات بالنسبة للأهل.
إلا أن التطورات الدراماتيكية للأزمة يبدو أنها غيّرت في مسار الأمور ودفعت الأهل إلى اتخاذ قراراتٍ غريبة "بحكم الضرورة"... إذ، بعدما باتت صفيحة البنزين تساوي حوالى المليوني ليرة، بات الوصولُ إلى المدرسة يحتاجُ إلى ميزانيةٍ أخرى، الامر الذي جعل عددا من الاهل "يقنّون" الأيام الدراسية لأولادهم.
يشكو عددٌ من الأساتذة في مدارس متعدّدة من غيابٍ بات لافتا لتلاميذ معيّنين وفي أيام هي نفسها تتكرّر أسبوعيا، الامر الذي بات يؤثر على التلاميذ، ويدفع الأساتذة إلى بذل مجهود إضافيّ أسبوعيا لإعادة شرح الدروس التي فاتتهم حتى لا يتأخروا عن سائر أترابهم.
موقع mtv تابع الموضوع، وسأل بعض الاهل الذين كانوا صريحين للغاية، فأكدوا أن "البنزين صار بينحسبلو حساب" وبالتالي أجبروا على التخفيف من أيام إرسال أولادهم إلى المدرسة. تقول رانيا، وهو إسم مستعار لوالدة أحد التلاميذ، في حديث لموقعنا: "اعتمدت المدرسة هذا العام 5 أيام دراسية، بعدما كانوا ثلاثة فقط العام الماضي، غير أن "الروحة والرجعة" يوميا لتوصيل ابني إلى المدرسة باتت مكلفة بسبب بُعد المسافة، لذلك وجدت نفسي مضطرة لتركه في المنزل معي يوما إضافيا في الأسبوع بدل إرساله للدراسة، خصوصا أنني أعمل online من المنزل".
والدة أخرى، روت لموقعنا القصة نفسها، شارحةً أن المدرسة تطلبُ شهريّا زيادةً على القسط، مع رفع التكاليف المدرسية، ما جعل من الضروري تخفيف أيام الدراسة، وتضيف: "إبني يبلغ من العمر 6 سنوات، وهو لن ينال الشهادة هذا العام، وبالتالي لن يتأثر كثيرا إذا تغيّب بضع مرّات عن الصف".
هكذا، لعبوا بحياتنا وبمصير جيلٍ بأكمله من خلال عدم اكتراثهم القاتل لما حلّ بالشعب كاملا... الأهمّ يبقى أن نبقي تعليم أولادنا ضمن الاولويات، حتى يكون لنا في المستقبل من يعيدُ بناء ما هُدم!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك