كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
حذّر امين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته بيروت، بعد اجتماعه مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، من تداعيات الازمة، حيث قال أبو الغيط: "هناك انسداد سياسي ووضع اقتصادي صعب ينبغي حشد الهمم وحزم الرأي من السياسيين والاقتصاديين، وجميعهم مطالبون بأن يبذلوا الجهود وفي أسرع وقت ممكن للخروج بلبنان من هذا الوضع الصعب. والمفتاح يجب أن يكون في البداية انتخاب رئيس، وبالتالي، احزموا الأمر وانطلقوا الى الأمام".
داخلياً، يتعاطى النائب جبران باسيل مع قائد الجيش جوزاف عون، على قاعدة انّ "القصة مش رمانة انما قلوب مليانة"، وتصفيّة حسابات معه، كونهُ لم يسمح في عهد الرئيس ميشال عون ببسط سطوته على المؤسسة العسكريّة ككل، بحيث يتبيّن في هذا السياق، أنّ باسيل هدفه في هذه اللعبة إبعاد عون عن التسوية الرئاسيّة، ووضع العصي امامه بأيّة طريقة.
لكنّ في مقابل هذا التصرف، هناك من في الخارج يدّق جرس الانذار، ويضع لبنان تحت المجهر الدولي كون الاشتباك الداخلي يحيل الوضع اللبناني برمته نحوه (اي نحو الخارج) وسط جمود محلي حيث الخيارات من فوضى وتصعيد قد تتطور امنياً مثل حادثة "العاقبية" مع اليونيفيل في الجنوب، كما سبق ذلك ايضاً الكثير من التحذيرات الاقليمية والدولية.
ويُحكى على هذا الصعيد، عن طبخة دولية سيكون لها "طعم ورائحة"، وفق معطيات تشير الى أنه يجري التحضير لاجتماع العواصم المؤثرة كالدوحة والرياض وواشنطن، في عاصمة "الام الحنون" فرنسا، وانّ الاتصالات الاقليمية والدولية على نار حامية في هذا الصدد، للبحث في الاستحقاق الرئاسي.
ويبدو في هذا الاطار، انّ الدول التي تم ذكرها، قائمة على نقطة بارزة هي احتضان قائد الجيش وطرحه جديّاً، والتي قدّ تصب لصالحه مع بداية العام الجديد، كما انّ هذه الدول وفق احد المحللين السياسيين، لا تأبه بما يضمره رئيس " التيّار الوطني الحر"، بحيث لا تأثير سياسي لهُ، خصوصاً انّهُ يُحمّل مع الحزب مسؤوليّة ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والإقتصادية والسياسية في البلاد.
فيما التسويّة الرئاسية تتطلب تأييداً أقلّه من كتلة نيابيّة مسيحيّة وازنة، هذا إذا ايدت القوّات اللبنانية العماد عون، عندئذ يستطيع انّ يصل إلى سدّة الرئاسة مع حسم ذلك مع بقيّة الافرقاء دون منّة من أحد، حتّى ولو لم ينتخبه تكتل باسيل النيابي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك