قد يكون العالم الافتراضي المعروف باسم "ميتافيرس" هو عالم الغد، لكن أهم ما يجعله يخلق فرصاً جديدة للمستثمرين والمستخدمين اليوم هو ذلك الشغف باستكشاف عوالم مجهولة تغذّي الخيال وتدفع بالابتكار.
عندما ينظر الناس إلى "ميتافيرس" يرون عالماً رقمياً للمستقبل يسمح للأشخاص بالتفاعل والعمل والتعلم والتدريب واللعب والترفيه في مساحات افتراضية واسعة ومتعددة قد تفوق خيالنا الآن.
كما يسمح أيضا للمستخدمين بالمشاركة في أنشطة الحياة الحقيقية في الواقع الافتراضي كشراء المأكولات والملابس والأحذية وحتى امتلاك الأراضي.
ويجذب الميتافرس اهتمام الدول الكبرى والشركات العالمية لمّا يوفّره من فرص لا متناهية، فمصر مثلا أطلقت اول مدينة لها على ميتافيرس وهي مدينة ميتاتوت وتهدف بإعادة الملك توت عنخ آمون الذي حكم من عام 1333 قبل الميلاد. ج- سي حتى وفاته عام 1323 ق.م. روح الحضارة المصرية القديمة في موضوع حديث ومستقبلي.
اما في دبي، فقد وضعت امارة دبي «استراتيجية دبي للميتافيرس»، وخطة الـ100 يومبحيث بدأت بإعداد السياسات والتوجهات في مجال الاقتصاد الرقمي، وابتكار مجموعة أفكار أولية لتسريع وتيرة توظيف تقنيات المستقبل، ومن ضمنهاالـ«ميتافيرس»، والذكاء الاصطناعي، و«بلوك تشين»، والجيل الجديد من الإنترنت (ويب 3.0)، والواقع الافتراضي، والواقع المعزّز، وإنترنت الأشياء، ومراكز البيانات والحوسبة السحابية في الإمارة.
لبنانيًّا، يأتي القطاع الخاص ليلعب دورا مهما في استخدام هذه التكنولوجيا ونشرها اذ ان Resource Group وهي مجموعة استثمارية ذات محفظة من الأعمال المتنوعة التي تعتمد على التكنولوجيا، تقدّم اليوم عالما افتراضيا في ميتافيرس Sandbox حيث اصبح للشركة مقر رئيسي فيه يمكن للمستخدمين والمستثمرين زيارته والتجول فيهكما يسمح لهم بتجربة عالم رقمي، وكذلك الاستمتاع بتجارب وألعابافتراضية تفاعلية ومبتكرة تم ابتكارهامن قبل Game Cooks استديو الألعاب الرائد لمحتوى العالم الافتراضي وإحدى شركات Resource Group المتخصصة بخلق تجارب وألعاب افتراضية في الميتافيرس.
من خلال عالم الميتافيرس أصبح بإمكاننا أن نلتقي في مساحات افتراضية جديدة للعمل أو التعارف أو للتسوّق. فسيتيح لنا الميتافيرس استخدام تقنيات حديثة للتواصل والتعامل مع كائنات ثلاثية الأبعاد بشكل حدسي ضمن المساحة الافتراضية الواقعية.
وفي هذا الإطار، لا بُدّ من الإشادة بأهمية دور القطاع الخاص في لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي تمرّ بها البلاد، خاصةً فيما يخصّ دعم قطاع التكنولوجيا والابتكار. فمن المهم الاستثمار بمستقبل التكنولوجيا كالميتافيرس مما يدفع بالاقتصاد قُدُماً ويتيح المجال لإمكانيات واسعة فيما يخص المهارات البشرية ويُغذّي بذلك اقتصاد المعرفة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك