كتب أحمد زين الدين في "اللواء":
45 يوما على الشغور الرئاسي في لبنان، الذي يعيش كل أنواع الأزمات، من دون أن تلوح في الأفق بوادر أمل، باجتياز هذا الاستحقاق قريبا بنجاح وخصوصا في العام 2022 الذي لم يتبق منه سوى 16 يوما، وبعد تسع جلسات انتخابية لم تسفر عن أي نتيجة، تحضر الدعوة العاشرة اليوم (الخميس) التي ستكون كسابقاتها، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي كان يطلق عليها «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع باسم الرئيس العتيد، وبالتالي، فإن التدخلات الخارجية في انتخابات رئيس الجمهورية قديمة منذ انتخاب أول رئيس للبنان عام 1926 في زمن الانتداب الفرنسي.
وها هي اليوم تتكثف التحركات والمواقف والتصريحات والدعوات الدولية لإنجاز هذا الاستحقاق، لكن يبدو ان «كلمة السر» الحاسمة لم تصدر بعد.
وفي انتظار «كلمة السر»، يستمر تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، كما يستمر الدولار في تصاعده متخطيا الـ 43 ألف ليرة للدولار الواحد، في وقت يسجل فيه مزيد من أعمال الاخلال الأمني، والبارز فيها حسب «الدولية للمعلومات»: جرائم الخطف لقاء فدية، فقد ارتفعت بشكل مطّرد، إذ بلغ عددها 50 جريمة بعد أن كان العدد 12، أي بارتفاع 38 جريمة عن السابق، ما نسبته 316.7%..
وعند المقارنة بين شهري تشرين الأوّل وتشرين الثّاني 2022، نجد تراجعاً في صافي عدد السّيارات المسروقة بنسبة بسيطة، بلغ 1.5%، وتراجعاً في عدد القتلى بنسبة 38.5%، بينما ارتفعت جرائم السّرقة بنسبة 17.5%، والانتحار بنسبة 77.8%، وكذلك الأمر في جرائم الخطف لقاء فدية.
ويسجل ان جرائم الخطف لقاء فدية بين كانون الثاني وتشرين الثاني 2021 كان عددها 12 جريمة فقط، بينما ارتفعت في نفس المدة من عام 2022 الى 50 جريمة. أي ما نسبته 316.7 بالمئة.
تزايد الهجرة
في غضون ذلك، ومع استمرار الأزمة الاقتصاديّة وتراجع القدرة الشرائيّة لدى أكثريّة اللّبنانيّين نتيجة انهيار سعر صرف اللّيرة اللّبنانيّة مقابل العملات الأجنبيّة، ترتفع حسب «الدولية للمعلومات» نسبة البطالة الّتي تقدّر بـ 38%، وتتزايد أعداد اللّبنانيّين المهاجرين والمغادرين سعياً لتحسين ظروف حياتهم الصّعبة، أو للحصول على فرصة عمل أصبحت مستحيلة في وطنهم. وقد وصل عدد المهاجرين والمغادرين منذ بداية العام 2022 وحتّى منتصف شهر تشرين الأوّل 2022 إلى 42.199 شخصاً مقارنة بـ 65.172 شخصاً للفترة عينها من العام 2021.
النزوح السوري
الى ذلك يزداد ضغط النزوح السوري على الأوضاع المعيشية والصحية والتربوية في لبنان، بشكل جعل أصوات دولية ترتفع، لمساعدة لبنان وحل أزمة هذا النزوح كان آخرها لوفد من النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي زار لبنان الاسبوع الماضي، أجرى خلالها جولة على عدد من المسؤولين اللبنانيين، رفع رئيس وفد النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي النائب تييري مارياني والأعضاء جوردان بارديلا، أنيكا برونو وجان لين لا كابيل تقريرا الى البرلمان، تضمن حصيلة محادثاتهم في بيروت والتحديات التي تواجهها البلاد.
وفي مداخلة قدّمها أمام البرلمان الأوروبي هذا الاسبوع، قال مارياني ما حرفيته: اننا نهدم بلدا بوعينا ويقيننا. الاسبوع الماضي كنت مع وفد من النواب الفرنسيين في بيروت وتبلغنا من كل القوى السياسية من مختلف الانتماءات والطوائف رسالة واحدة مفادها ان نحو مليوني لاجئ سوري موجودون في لبنان الذي يضم 6 ملايين نسمة. انه حمل ثقيل جدا. تخيّلوا للحظة أن تستقبل فرنسا مثلا 22 مليون لاجئ.
أضاف: المدارس في لبنان تنهار، المستشفيات تتهاوى، كل ذلك نتيجة الازمة الاقتصادية، ما يوجب التحرك سريعا من خلال وضع خريطة طريق بسيطة، تقضي بإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم. الاتحاد الأوروبي والغرب يرفضان الاقرار بفشلهما في سوريا. في حين يتحمل بلد يعاني من أزمات خانقة، وزر ثلث عدد سكانه من السوريين النازحين إليه.
وختم محذرا: خلال أشهر معدودة، لن ينفع الندم. سيفقد لبنان مدارسه ومستشفياته، ونحن نسهم في اغتياله. يكفي اليوم أن نأمر المنظمات غير الحكومية NGO بمواكبة السوريين في عودتهم الى بلادهم من أجلهم، ومن أجل إنقاذ لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك