كتبت زينة طبارة في "الأنباء الكويتيّة":
رأى عضو تكتل الجمهورية القوية العميد الركن المتقاعد النائب وهبي قاطيشا، أن احدى الاستراتيجيات الإيرانية في تضليل الرأي العام، هي الظهور بصورة ملائكية مكللة بالعفة، وهي الصورة التي يجسدها دوما الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال اطلالاته المتلفزة، خصوصاً حين يتحدث بإسهاب عن حرصه وإيران على سيادة لبنان والشرعية اللبنانية، وعن دعمهما للجيش اللبناني والقوى الامنية، معتبراً بالتالي ان السيد نصرالله الخبير في سياسة التشويش والتضليل، مصرّ على استغباء عقول الناس، ومحو ذاكرتهم البعيدة والقريبة، وذلك وفقا لما يقتضيه موقف الاحتلال الإيراني من الحدث.
ولفت قاطيشا في تصريح لـ"الأنباء"، إلى أنّ نصرالله، حاول في كلمته الأخيرة في يوم الشهيد، وبكل ما أؤتي من شطارة في قلب المقاييس وتزوير الوقائع، التأكيد على وداعته وحزبه في تعاطيهما مع الدولة اللبنانية جيشا وشعبا ومؤسسات، لكن ما فات السيد نصرالله، ان قناع الوداعة والهالة الملائكية، لا يبدلان قيد انملة في مخزون الذاكرة اللبنانية، التي تضج بشريط طويل من المآسي التي ارتكبها الحزب بحق لبنان واللبنانيين، بدءا بمجازره ضد حركة امل في العام 1988 وقبلها تصفية قادة الحزب الشيوعي، مرورا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005، وصولا الى معركة عين الرمانة في العام 2021. وقال: تاريخ طويل من سفك الدماء، «بيتكم من زجاج فاستتروا».
وتابع: يريد السيد نصرالله اقناع اللبنانيين والعالم بأن ايران لا تحتل لبنان، وكأن به تناسى وفقا لما تقتضيه مصلحة الحزب، كلام قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني، عن فوز طهران بـ 74 مقعداً في البرلمان اللبناني في انتخابات العام 2018. وماذا عن كلام وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي، عن سيطرة ايران على اربع عواصم عربية بينها بيروت، ناهيك عن الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني السابق، الذي صرح لوكالة "مهر" الإيرانية، بأن المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع خارج الحدود، والتي باتت اليوم تمتد من العراق إلى سورية ولبنان وفلسطين واليمن وأفغانستان»، وهل من ضرورة بعد، للتذكير بكلام اللواء إسماعيل قاآني، يوم كان نائبا لقائد فيلق القدس، بان «ايران مستمرة بفتح بلدان المنطقة العربية، وان الجمهورية الإسلامية بدأت تسيطر على كل من افغانستان والعراق وسورية ولبنان وفلسطين، وانها تتقدم بنفوذها في بقية بلدان المنطقة»، هؤلاء ليسوا لبنانيين، بل قادة عسكريين وسياسيين إيرانيين، هم شهود من اهل البيت، وقد شهدوا ان ايران تحتل لبنان، وان ميليشياتها المسلحة، تعبث بأمن المنطقة العربية من المحيط الى الخليج.
وفي سياق متصل، سأل قاطيشا: «عن أي اعتداء خليجي على ايران وحزب الله يتكلم السيد نصرالله، نتفهم حاجته الى لعب دور الضحية، لكن كيف يفسر لنا وجود الخلايا الإيرانية المسلحة، والتي تم اعتقالها في دول خليجية، وكيف يفسر لنا دعمه العسكري والمادي واللوجيستي للمتمردين الحوثيين في اليمن، وكيف يفسر لنا محاولات اغراق السعودية بالكبتاغون لضرب المجتمع السعودي، كفى استخفافا بعقول الناس، فإيران ومن خلفها حزب الله وسائر ميليشياتها المسلحة في المنطقة العربية، حققوا لإسرائيل ما لم تستطع تحقيقه في حروبها ضد العرب، والتاريخ يشهد ان الفرس كانوا ومازالوا اشد حلفاء اليهود».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك