اعتبر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، في كلمة ألقاها في مهرجان الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد ياسر عرفات في مركز معروف سعد الثقافي- صيدا، أن "رحيل عرفات خسارة كبرى، فهو القائد الرمز الذي رفع راية فلسطين، وخاض النضال لعدة عقود من أجل التحرير، وواجه معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، وصولا إلى الاستشهاد يوم 11 تشرين الثاني سنة 2004".
أضاف: "أبو عمار عاش من أجل فلسطين واستشهد من أجل فلسطين. ومسيرته النضالية وثوابته السياسية لا تزال مصدر إلهام للأجيال الجديدة من المنتفضين والمقاومين والثوار على طريق التحرير".
وتابع: "في ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، نتوجه بالتحية إلى شهداء لبنان وفلسطين والأمة العربية، ونؤكد التضامن مع الأسرى الصامدين في سجون العدو الصهيوني والذين يخوضون بكل تصميم وشجاعة معركة الجوع في مواجهة القمع والاضطهاد والسجانين. كما نؤكد الشراكة الكفاحية الكاملة مع أهلنا أبناء الشعب الفلسطيني الثائر والمنتفض والمقاوم الذي أثبت على الدوام في معاركه البطولية المتواصلة أنه شعب واحد، من القدس والضفة الغربية إلى قطاع غزة وإلى أراضي 48، وصولا إلى بلدان الشتات".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني وهو يواجه العدوان العنصري عليه وعلى بلاده، دون كلل أو تراجع على مدى عقود، إنما يؤكد تصميمه على انتزاع حقوقه الوطنية فوق أرضه. ونحن عندما نقف إلى جانب فلسطين وشعبها، انما ندافع عن الحق والعدل والكرامة الإنسانية في مواجهة الظلم والقتل والإرهاب ونظام الفصل العنصري".
واعتبر سعد أنه "شرف عظيم لكل من يقف إلى جانب فلسطين وشعبها، وعار على كل من يدعم اسرائيل، هذه الدولة العنصرية العدوانية، أو من يطبع العلاقات معها على حساب حقوق شعب فلسطين".
وأكد أن "سياسات التمييز التي تمارسها السلطات اللبنانية ضد الإخوة الفلسطينيين إنما هي إدانة لهذه السلطات قبل أن تكون إساءة للفلسطينيين، وإن الكلام الإنشائي عن دعم نضال الشعب الفلسطيني، وحقه بالعودة إلى بلاده، يبقى كلاما فارغا لا قيمة له في ظل سياسات التمييز والتهميش والتضييق، وإن الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان هي حقوق تفرضها قواعد العدل والحق والمساواة بين البشر، فضلا عن أنها، تعزز نضال الشعب الفلسطيني المتواصل من أجل استعادة حقوقه الوطنية بما فيها حق العودة".
وأشار الى أن "الفلسطينيين في لبنان، مثلهم مثل إخوانهم اللبنانيين، يعانون من إنهيار الأوضاع الاجتماعية والمعيشية نتيجة المآزق السياسية والانهيارات المالية والاقتصادية الواقع لبنان في جحيمها".
وقال: "في 17 تشرين أول 2019 انتفض الشباب اللبناني رفضا لواقع الفساد، ورفضا للسياسات والمحاصصات الطائفية، وطالبوا بالتغيير الشامل في كل المجالات. وعلى الرغم من تراجع التحركات الشبابية والشعبية والمطلبية إلا أن اللبنانيين مستمرون في رفض سياسات المحاصصة الطائفية والزبائنية والتبعية للخارج. ويطالبون بالعدالة الاجتماعية والدولة اللاطائفية المنيعة الحديثة العادلة.
لقد بات التغيير السياسي هو المدخل الوحيد لإنقاذ الدولة والكيان والشعب اللبناني وسائر المقيمين في لبنان. ونحن، من ضمن قوى الاعتراض والتغيير، نخوض النضال بمختلف الأشكال السياسية والميدانية والديمقراطية دفاعا عن حقوق الناس، ومن أجل الإنقاذ والتغيير.
ولسوف نواصل النضال حتى تعديل ميزان القوى بما يساعد على الوصول إلى التغيير، مهما تطلب ذلك من وقت وجهد وتضحيات".
وتابع: "على الرغم من هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، إلا أن هذه القضية لا تزال القضية الأولى في وجدان الشعوب العربية بالرغم من كل المرارات التي تمر بها هذه الشعوب. وهذه القضية أيضاً لها مكانتها في ضمائر كل أحرار العالم. إن التطبيع مع العدو الصهيوني هو خيانة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في بلاده، وهو في الوقت نفسه دعم للعدوان والعنصرية والاحتلال والقتل. فليخجل المطبعون وليسقط التطبيع" .
وإذ شدد على التضامن العربي، رأى أن "هذا التضامن لا يقوم إلا على قاعدة حماية مصالح الشعوب العربية والتصدي لمن يعتدي عليها، وإلا على احتضان القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية. والعروبة كما نراها هي العروبة التحررية التقدمية الحضارية المنفتحة، هي الكفاح من أجل تحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة في لبنان وسوريا من الاحتلال العنصري الصهيوني، وفي تحرر البلدان العربية وشعوبها من الهيمنة والتدخلات الخارجية، وهي أيضا حماية المصالح الوطنية الخاصة لكل دولة من الدول العربية وحماية المصالح العربية المشتركة".
وختم سعد: "ندين التطبيع مع العدو الصهيوني، كما ندين كل أشكال الهيمنة، وكل المساعي الهادفة إلى تحويل البلاد العربية إلى مناطق سيطرة ونفوذ للقوى الاقليمية والدولية. وليس أمام الشعوب العربية إلا تصعيد النضال من أجل إسقاط كل أشكال الاحتلال، والهيمنة واستعادة سيادتها فوق أراضيها، وليس أمامها أيضا سوى تصعيد النضال من أجل استعادة حقوقها الانسانية وكرامتها في حياة عزيزة كريمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك