جاء في "المركزية":
أبدى المجتمع الدولي، منذ لحظة اندلاع الازمة اللبنانية - الخليجية، اهتماما بالغا بمعالجتها وتهدئتها. السبت الفائت، وفيما كانت الساحة الداخلية لا تزال تضج بتصاريح الوزير جورج قرداحي من جهة وباجراءات دول مجلس التعاون "العقابية" من جهة ثانية، عقد اجتماع وزاري لمتابعة القضية في وزارة الخارجية، بدت لافتة مشاركة القائم باعمال السفارة الاميركية في بيروت في اللقاء اذ دلّت، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" على استعداد اميركي للتدخل للحلّ.
فرنسا لم تتأخر ايضا في مدّ اليد للحكومة، تتابع المصادر. فقد سُجّل على هامش قمة المناخ في غلاسكو، لقاء جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حمل تمسّكا فرنسيا ببقاء الحكومة وبعدم استقالتها. الامر نفسه سمعه ميقاتي امس، من الاميركيين. فقد أكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن لميقاتي "دعم استمرار جهود الحكومة في اعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي وصولا الى تنظيم الانتخابات النيابية". ونقل الاهمية والعاطفة الخاصة اللتين يكنّهما الرئيس بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيدا لنهوضه من جديد". ووصف بلينكن اجتماعه بميقاتي بالـ"مثمر". وقال في تغريدة: ناقشنا الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في لبنان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل.
الجهد الاميركي لتطويق ذيول الغضب السعودي لم يتوقف عند هذا الحد. فقد التقى بلينكن، على هامش المؤتمر حول المناخ ايضا، بنظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وجاء في بيان للخارجية الأميركية، أن الوزيرين بحثا التطورات في لبنان وسوريا.
كل هذه المعطيات تؤكد ان ثمة رغبة خارجية في المساعدة على تهدئة الخلاف الناشئ، الا انها بحسب المصادر، تصطدم حتى الساعة بجدارين سميكين: لبناني وخليجي.
في بيروت، وفي انتظار جولة الاتصالات التي سيجريها ميقاتي العائد من الخارج مع الاطراف كلّها، لا يزال حزب الله يتشدد في الموقف ويشجّع قرداحي على الصمود في موقع رافض الاستقالة، ويعتبر على لسان قيادييه، أن الاخير لم يخطئ وان المملكة تريد كسر لبنان وإخضاعه وتعتمد معه سياسة الابتزاز لدفعه الى التخلّي عن خيار "المقاومة".
اما في الخليج، تتابع المصادر، فإن اتصالات الوسطاء الدوليين لم تفض الى اي نتيجة بعد، بل سمع هؤلاء ممّن تواصلوا معهم، اصرارا على قطع العلاقات مع لبنان الرسمي، وعلى الذهاب ابعد في التضييق عليه بكلّ الوسائل المتاحة، مع التأكيد ان هذا الخيار سيستمر الى حين تتبدّل موازين القوى في بيروت وتخرج الدولة من تحت سيطرة الحزب.
امام هذا التصلّب، واذا لم يتراجع اي من الفريقين خطوة على الاقل، اي مصير للحكومة ولرئيسها وللبنان؟ الجواب في الايام المقبلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك