الممر الأول والأخير الذي يسلكه السائح أو الضيف في البلاد يكون طريق المطار، ومن هنا يكون الاهتمام بها أولية عند الدول، حتى تترك الإنطباع الأجمل عن بلدها… إلا في لبنان، طريق المطار "مش إلنا" بل لمجموعة سيطرت عليه منذ زمن، والدليل هي الصور التي ترفع هناك والشعارات الحزبية التي تتخطى لبنان في كثير من الأحيان، فتراها تحيّي دولة أو إماما أو مرشدا وتسيء لأخرى، وفق أهوائها هي.
طريق المطار "مش إلنا" ونعني طبعا "مش إلنا نحن اللبنانيين"، لا تعبّر مطلقا عما نفكّر بها جميعا أو ما تضمره الدولة في سياستها… ففيما نحاول لملمة الكوارث التي ألقيت علينا وجعلتنا في أزمة مع دول الخليج، ارتفعت بالأمس لافتة مسيئة للإخوان العرب على بعد أمتار قليلة من المطار (تجدونها مرفقة) جاء فيها "كل دولة بعد إلها كراكيب تشيلهن، عمنهوفر وبدنا نشطف البلد"، وإن دلّت على شيء، فعلى "كوما" تعيشها الدولة اللبنانية، وعلى اضمحلالها أمام مجموعات حزبية هي الآمرة الوحيدة هناك… فكيف يُسمح للافتة مماثلة برفعها في هذا المكان؟
غير أن السؤال الأهم هو "هل يتجرأ أحد على نزعها؟ لا بل هل يتجرأ أحد على مساءلة من رفعها أساسا؟".
بالفعل، "البلد صار بدو شطف"، ولكن من أعداء الحياة والازدهار في لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك