كتبت "المركزية":
شكلت ثورة السابع عشر من تشرين الاول عام 2019 نهجا مفصليا جديدا في الحياة اللبنانية هز منطلقات وركائز التحالفات السياسية المصاغة بين الاحزاب والتيارات السياسية، وباعد بين اهل الفريق الواحد خصوصا بين قوى ما كان يعرف بالثامن والرابع عشر من أذار حتى وصل الامر راهنا بفعل المستجدات المحلية والاقليمية الى زعزعة بنود اتفاق مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، الامر الذي انسحب سلبا على المكونين المسيحي والشيعي وتحديدا بين مناصري التيار وحركة أمل التي جاء بيانها الاخير والعنيف من التيار ورئيسه جبران باسيل بمثابة رسالة من حزب الله لباسيل ردا على مواقفه غير الداعمة للثنائي وخصوصا لمطالبة الحزب بقبع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، أذ عد موقف باسيل من الموضوع تمسكا بالبيطار وتأييدا لرفع الحصانات ومثول جميع المدعى عليهم للتحقيق، علما ان مواقف باسيل من موضوع التحقيق في جريمة المرفأ وفق اوساط معارضة هي رسالة أيجابية الى الخارج لتبييض صفحته السياسية.
السؤال هل سيكون ملف المحقق البيطار نقطة انفصال وافتراق للتيار عن الحزب وسقوط مفاعيل تفاهم مار مخايل وحصول طلاق بين الجانبين؟
الوزير السابق وعضو تكتل لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل يقول لـ"المركزية": اكد مسار المستجدات في الآونة الاخيرة صوابية المواقف التي اتخذها التيار ورئيسه فجاءت احداث عين الرمانة - الشياح لتبرهن أنها البديل لاتفاق مار مخايل الذي صاغه قياديان رؤيويان هما العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله، اللذان كانا حريصين على تعميم هذا الاتفاق على سائر المكونات السياسية والحزبية اللبنانية. من هنا القول إن لبنان محكوم بالتوافق ليقوم ويزدهر. اما بالنسبة الى المسار القضائي وتحديدا للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار فقد كان موقفا الرئاسة ورئيس التيار واضحين لجهة الفصل بين السلطات وعدم التدخل في عمل القضاء، وتاليا ضرورة البعد عن ألاستنسابية في التحقيق والتركيز على معرفة من أرتكب الجرم في الاساس أي من أدخل النيترات ولاي هدف وغاية عوض البدء من الاخير على ما عكسته الاستدعاءات. وأيضا لماذا عدم شمول التحقيق النيترات التي وجدت في البقاع".
أضاف: "من هنا كان رفضنا لتسييس التحقيق في انفجار المرفأ وتاليا لاستهداف اي فريق وحتى للقاضي البيطار، علما اننا كنا كتيار من أوائل المتضررين من هذا التحقيق بتوقيف بدري ضاهر الذي لا يزال موقوفا رغم تبرئته".
وختم ان "قضية تفجير مرفأ بيروت ضربة موجهة الى صمود العهد والنيل منه وأن العودة الى المواقف الاسرائيلية السابقة للمجزرة وقراءة ابعادها تثبت بما لا يقبل الشك مدى المؤامرة على لبنان دولة وكيانا. لذلك نستخلص ان أحداث الطيونة جاءت لتدعم اتفاق مار مخايل لا لتضعفه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك