كتبَتْ هنادي دياب في موقع mtv:
لا شكّ أن الشخصية التي يملكها الفنان العراقي ماجد المهندس ليست عادية. هي ليست "مرّيخية"، إلا أنها مختلفة. هذا المقال محاولة لـِ "فكّ شيفرة" شخصية ماجد المهندس (إن جاز التعبير)، بعد مسيرة عشرين عاماً، والتي لها قصّة خاصّة وارتباط وثيق بأعماله الفنية منذ بداية مشواره وإلى اليوم...
ميزات عدّة تجعل من ماجد المهندس هذا الشخص المميّز فنياً وإنسانياً، سواء من حيث ما يقدّمه على الصعيد الفني والغنائي أو ما يحتضنه في قلبه.
هو لا يلجأ، كبعض الفنانين، إلى إثارة الجدل باتّباعه سياسة "خالف تُعرَف" وفق "المنظومة القانونية" لدى البعض منهم. فهدوؤه وحده يمنحه هوية فريدة وكافٍ ليروي حقيقته.
شخصية فنية مختلفة عن الآخرين بهدوئها وذكائها اللذين لا يُحدِثان، عادةً، ضجة إلا أن مفعولهما يتحدّث. ستتكرّر كلمة "هدوء" مرات عدّة في هذه السطور، فهي سرّ ماجد كلّه.
هدوؤه وسلامه الداخليان ينعكسان على سلوكه الخارجي وأسلوبه في التعاطي، كما على الجوّ الفني الذي يحيط نفسه به، سواء من ناحية أغنياته أو سلوكه في الحفلات، على المسارح وفي المقابلات.
في أدائه الغنائي هدوء بريء من التوتر والضجيج مهما اختلف لون الأغنية. ولعلّ هذه الصفة إحدى أهمّ ميّزاته في الغناء.
أمّا اختياراته الفنية فذكية، جميلة، ومسالمة مثله. تعكس شخصيته وتشبهها الى حدّ كبير. في أغنيته اللبنانية الأولى "كيفَك" التي طرحها منذ أشهر، خطا المهندس خطوة صائبة. دخل عالم الأغنية اللبنانية جاذباً الأذُن اللبنانية إليه. فعاد إليه رجع الصدى إيجابياً، بانتظار عمله اللبناني الثاني المرتقب الذي سيتعاون فيه مع الملحن والموزع بلال الزين والشاعر منير بو عساف.
يشكّل المهندس شخصية مختلفة في الوسط الغنائي العربي. وهو استطاع، بعد مسيرة طويلة بدأت منذ نحو عشرين عاماً، أن يبني قاعدة جماهيرية كبيرة عربياً تفهم اللغة الفنية التي يتحدّثها.
في قلبه تكتنز الكثير من المشاعر. هو لا يبوح بها لكنّ محبيه يتلمّسونها. يوحي كثيراً بأنه شخص "غير ثقيل": حسّاس ويحرص دائماً على عدم التسبب بالإزعاج أو الإحراج لأي كان.
وبين فن الإختيارات الناجحة وفن الأداء العذب والصوت النقي، لدى المهندس فنّ آخر ينافس المذكورين: فن التهذيب.
يطغى التهذيب على شخصيته في كل المواقف، وهو ما يفتقد إليه عدد لا بأس به من الفنانين والنجوم. فعلّهم يتّعظون قليلاً من ماجد ويهندسون أخلاقهم من جديد...
تلقيبه بـ "برنس الغناء العربي" لم يأتِ عبثاً. فهو أمير في أدائه الجميل، "الطريّ" والمسالم ومَلَكٌ في هدوئه ورقيه. وحتى إنْ أراد أن يعاتب فسيعاتب بمحبّة وأناقة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك