كتبت كارول سلّوم في "أخبار اليوم":
يخطىء من يظن أن المبارزة في شد العصب المسيحي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ستنتهي في وقت ما وسيعود الحزبان إلى قاعدة توافقية تحت عنوان الخشية على الوجود المسيحي. ومن الصعوبة بمكان وقف ادوات المعركة بينهما والتي اشتدت وتشتد فصولا عند كل مفترق. للحزبين حساباتهما وقناعات تتصل بحضورهما على الأرض وشعبيتهما ولذلك لا يبالغان في استخدام شتى انواع الأساليب للاستمالة والمحافظة على هذا الحضور مهما كلف الأمر.
على أنه في بعض الأحيان لا تكون الحسابات مطابقة ، فأداء معين أو موقف أو إجراء يفقد هذه الشعبية الحزبية رونقها. وهنا يستفيد الحزب المنافس مما جرى لفرض قوته وللقول: "انا الأقوى"، مع العلم أن التمسك بهذه المقولة لم تأت بالمنفعة.
في الفترة الاخيرة لم يستكين الحزبان ودخلا في سجالات عززت وسائل التواصل الاجتماعي تفاقمها، تم نبش الماضي وبثت فيديوهات بعضها حمل طابع السخرية وقص البعض روايات عن أحداث موثقة عما فعله هذا الحزب أو ذاك .
بالطبع دخلت حادثة الطيونة على الخط وبغض النظر عن ظروفها والمعطيات المحيطة بها وما نتج عنها على الأرض، الا انها وبكل تأكيد دفعت إلى قراءة تتصل بجماهيرية الحزبين وتعاطفهما لدى الرأي العام المسيحي .
ثمة من يعتبر أن ما جرى خدم حزب القوات انتخابيا وثمة من رأى عكس ذلك. لكن في الحالتين هناك تلك الرؤية المتصلة دائما بالعصب المسيحي .
وتشير مصادر سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" انه لا يمكن النظر إلى مقياس الانتصار من هذا المنظار لأن الحزبين قررا خوض معركة بعيدة الأهداف ورسما سلفا خريطة الطريق ودرسا نقاط القوة والضعف، فهذه الانتخابات في حال تمت لا تشبه انتخابات العام ٢٠١٨ بأي شكل وهما بالتالي يأخذان بالاعتبار المتغيرات الكبيرة التي حصلت والتي اثّرت على واقعهما بشكل كبير . وفي المنطق هناك خسارة ما ستسجل وسيكون الربح على حساب أحدهما.
وترى أن هذه المعركة مفتوحة إلى أقصى الحدود بمشاركة الحلفاء أيضا.
وتوضح المصادر نفسها أن دخول مجموعات المجتمع المدني المتنوعة كمجموعات معارضة أو ثائرة يشكل محور متابعة من قبلهما ولذلك فإن التفكير جاد لإتمام التواصل والتحضير لخوض الانتخابات مشيرة إلى أن بعض العوامل التي لعبت ادوارا في أي انتخابات لم يتبدل. اما إذا كانت هناك من لعبة مخفية تتصل بتحالف تحت الطاولة بينهما فإن المصادر تستبعد ذلك .
وبعيدا عن الانتخابات، تعرب عن اعتقادها أن تموضع الحزبين يتمدد أكثر فأكثر وإن المبارزة بينهما تصل إلى مستوى الحياة أو الموت في كثير من الأحيان، فهل يتحضران إلى ما هو أقوى من ذلك؟ ربما نعم وربما لا على أن لسان حال المناصرين في الحزبين وحتى القواعد الشعبية هو واحد : انقذونا قبل فوات الأوان .
وفي هذا السياق، تعتبر المصادر أن الأحوال التي تتبدل من يوم إلى آخر ستعيد خلط الأوراق كلها وستخلف تداعيات على كل المستويات ولن يكون التيار والقوات بمنأى منها ابدا وعندها يمكن تلمس ما يملكه كل حزب من رصيد شعبي أو غير ذلك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك