خصّص "مشروع وطن الإنسان" ندوة بحثيّة تخصّصية للقطاعين الصحّي والاستشفائي برئاسة البروفسور بيار بو خليل رئيس قسم الأمراض الصدريّة والعناية المشدّدة في الجامعة الأميركيّة والدكتور كمال بدر العميد المشارك في كلّية الطب في الجامعة الاميركيّة الأخصائي في أمراض الشرايين والكلى، وإشراف الدكتور حبيب شارل مالك المسؤول عن منسقيّة الأبحاث والمبادرات في المشروع، وهو واحد من بين ٤٣ موضوعاً بنيويّاًّ ومركّزاً يعمل المشروع على وضع مقاربات مفصّلة لأطر الحلّ لها.
خلال الندوة، تطرّق الحاضرون إلى التحدّيات المعروفة وكيف كان لبنان رائداً في القطاع الصحّي في الشرق الأوسط، وكيف أصيب منذ العام ٢٠١٩ بضربتين: جائحة كورونا التي أنهكته، والانهيار الاقتصادي.
كما عرضوا خلال النقاش الذي جمع حفنة من الطبيبات والأطبّاء ومختصين تقنيين ومن الجهّات الضامنة مع مهتمين، للائحة الأولويّات في المعالجة، وتشمل الدواء وعدم إمكانية تجاهل لا الدواء البديل ولا تطوير صناعة الدواء في لبنان الذي يوفر ٧% من حاجة السوق، مع التشديد على مراقبة الجودة ومصدر المواد الأوليّة، إضافة إلى ضرورة تطبيق القانون لجهة اعتماد وصفة طبّية لكلّ دواء.
كما شملت الأولويات المعروضة عدم جواز ترك المستشفيات من دون احتياطي طاقة. وأيضاً، هجرة الطاقم الطبي والعاملين فيه بما يحمل من أرقام مخيفة ومرشّحة للتصاعد. أما الأسباب، فتعود إلى الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وإلى فقدان التقنيات والمعّدات اللازمة وقطع الغيار لها والأدوية ما يجعل الطبيب عاجزاً عن أداء دوره، إضافة إلى تداعيات انفجار المرفأ. وجاء في الأولويات أيضاً ضرورة تفعيل دور المستشفيات الحكوميّة، والجهوزية لإمكانية مواجهة موجة جديدة من كورونا.
أما حول خطط المواجهة، فقد شدّد الباحثون على ضرورة ترشيد الدعم الضئيل المتبقي لدى الدولة في مؤازرة واحد من أهم القطاعات الحيوية لسلامة المجتمع وحماية الانسان، معتبرين أن الحاجة ملحّة جداً اليوم لإيجاد تغطية صحّية شاملة لكل الشعب اللبناني مع توحيد الهيئات والصناديق الضامنة، واستحداث تشريع يؤدي إلى إنشاء هيئة وطنيّة واحدة، إضافة إلى إعلان حالة طوارئ بيئية لاسيما لجهة لجم خطر السموم والانبعاثات من الدخان والمولّدات ما اثبت بحسب الدراسات انها السبب الرئيسي لأمراض القلب والشرايين وبالتالي الوفيات المبكرة.
ولم يتجاهل المشاركون الأهميّة الملّحة للعمل السريع على إعادة كلّ الطاقات التي هاجرت مرغمة قبل فوات الاوان، إلى جانب ضرورة إنشاء مركز أبحاث مختبرات رقابية في لبنان لتحفيز الأطباء وايصال منتوجنا العلمي إلى العالم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك