كتبت صفاء درويش في موقع mtv:
بعد الإنتخابات الداخلية، تشكّل الانتخابات النيابية في الربع الأوّل من العام المقبل التحدّي الأكبر أمام القوميين الاجتماعيين. فهؤلاء الذين يعانون من انقسام جديد بعد خسارة لائحة النائب أسعد حردان في انتخابات المجلس الأعلى قبل حوالي العام وخروجه هو ومجموعته من "الروشة" وانفصالهم جسمانيًا عن المؤسسة المركزية، يقفون اليوم عند مفترق طرقٍ سياسي، من يحمل لواءهم في انتخابات تحديد القوى على الساحة اللبنانية؟
منذ العام الماضي، يسعى أسعد حردان لمحاصرة القيادة الحزبية التي تمكّنت بعد أعوام طويلة من اقصائه من المركز الذي قاده طوال حقبات عدّة من تاريخ الحزب القومي. ورغم أن القيادة الجديدة، برئاسة ربيع بنات، تحوز على ثقة نسبة كبيرة من القوميين، إلّا أن علاقات حردان السياسية في كل من لبنان وسوريا ما زالت تحاصر الفائزين نوعًا ما.
ففي سوريا، وفق المعلومات، يُمنع حتى الساعة نشاط القيادة الجديدة، فيما تلاحق الأجهزة الأمنية مسؤولي الحزب المناطقيين الذين عيّنتهم "الروشة" برئاسة بنات، حيث منعوا أخيراً من الحضور إلى بيروت للمشاركة في المؤتمر العام الذي كان منوي انعقاده.
في لبنان، ترفض "الروشة" أسلوب حردان السياسي، ولم تنتهج حتى الساعة أسلوبه في التعاطي مع حلفائه. فالروشة تعتبر أن تلقّي أي ميزانية مالية من أي حليف سياسي تضع الحزب والقوميين في خانة الإرتهان، فيما تتهم حردان بتلقّي ميزانية مالية طوال سنوات من أحد حلفائه الأساسيين.
في هذا الاطار، يكشف رئيس المكتب السياسي حسان صقر لموقع mtv أن حزبه سيشارك في الانتخابات ترشيحًا واقتراعًا، مؤكدًا ان معظم القاعدة القومية تؤيّد حزبه وستقترع لصالحه. على صعيد التحالفات يؤكد أنّ حزبه جزء من قوى الثامن من آذار ومشروعها في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن التحالفات السياسية للحزب محدودة، بل أنّها ستطال قوى مدنية وعلمانية يعتبرها قريبة منه وبدأ معها اتصالات فعلية للتعاون الانتخابي.
ينفي صقر تبنّي الحزب لأي مرشّح حتى الساعة، فيما يؤكد رفضه لانقسام القاعدة القومية كي لا يؤثر الواقع التنظيمي حاليًا على وصول أكبر عدد من المرشحين القوميين إلى الندوة البرلمانية.
من جهته، يسير حردان في تحضيره للانتخابات من دون النظر إلى الواقع الحزبي. فتحالفه مع الثنائي والدعم الأمني السوري كفيلان بالنسبة إليه لعدم أخذ حضور الروشة الكبير على صعيد القوميين بعين الاعتبار.
انتخابيًا، سيسعى حردان بالطبع للحفاظ على مقعده في مرجعيون حاصبيا رغم كل التحدّيات، ففي العام ٢٠١٨ لم يتمكّن حردان أن يحصّل سوى ثلاثة آلاف ومئتي صوت تفضيلي، ووصل إلى المجلس النيابي بفضل الحاصل الكبير الذي أمّنه الثنائي الشيعي في المنطقة. اليوم يتمسّك حردان بمقعده انطلاقًا من أن القرار موجود في عين التينة، كون عين قوى مسيحية معينة على المقعد وستسعى لدى حزب الله لتحصيله.
في بعلبك الهرمل سيسعى حردان للحصول على مقعد بات شبه محسوم أنّه خسره. عام ٢٠١٨ توصّل الى اتفاق مع حزب الله يقضي بضم النائب ألبير منصور إلى كتلة القومي، فلم يرشّح حزبي هناك. اليوم يميل الطرح نحو ترشيح مرشح عن التيار الوطني الحر.
معلومات خاصة تؤكد أن حردان يسعى لتعويض خسارته مقعد بعلبك من خلال اقناع الرئيس نبيه بري بترشيح الرئيس السابق للحزب القومي حنا الناشف عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الزهراني بدلًا من النائب ميشال موسى.
شمالًا ومتنيًا لم يحسم حردان تحالفاته، ولكن الأكيد أنّ خياراته محرجة في الشمال الثالثة وفي عكار. التصاقه ببري يعني أنّه سيكون الى جانب فرنجية وهنا بيت القصيد. ففي عكار يبدو أن فرنجية حسم أمره إلى جانب تيار المستقبل، فهل سيستطيع حردان استمالة ما بقي له من القوميين إلى لائحة يشكّلها بالأساس المتّهم بمجزرة حلبا؟ كل المعطيات تقول أنّه لن يُحسن اتمام الأمر.
هذا الاقسام سيرمي الكرة بلا شك في ملعب حزب الله وحلفائه، الذين عليهم حسم الجهة القومية التي سيتعاملون معها في المرحلة المقبلة ومنها الانتخابات. أسلوب "أبو ملحم" قد يطرح فرضية ترشيح مرشحي الروشة في عدد من المناطق اضافةً لترشيح حردان في الجنوب ومرشح آخر من قبله في دائرة أخرى، ولكن هل يوافق القوميون؟
بعد هذا المشهد يُطرح سؤال أساس، هل سيعطي القوميون أصواتهم لاي مرشح قومي بغض النظر عن الجهة التي رشّحته، أم أن اقتصاص الروشة، كما يسميه البعض، من حردان وفريقه، سيرخي بظلاله على عدد أصوات أقل سيحصّله مرشّحو حردان؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك