كتبت صفاء درويش في موقع mtv:
عند كل استحقاق انتخابي يجري الحديث عن تقارب بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي، ما يلبث أن يتلاشى. هذه المرة يعود الحديث ولكن بجدية أكبر. لماذا، وهل سيُبصر النور تحالف انتخابي يجمع أخصام السنوات الماضية؟
تكمن الجدّية فعلًا هذه المرّة في حاجة رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إلى حليف جدّي في الجبل يكون ذات حضور قوي يدعم حاصله الإنتخابي، لا سيما في دائرة الشوف عاليه.
ففي الأشهر الأخيرة حُسمت نقطة افتراقه عن القوّات اللبنانية. في الأصل لم يكن جنبلاط يستسيغ الفكرة، ولكن الظروف العامة أوقعت الجانبين في حبٍّ، ولو بالإكراه. ورقة التوت بينهما سقطت، ولكنها لم تُلزم جنبلاط بالتقارب مع التيار الوطني الحر. إلّا أن التباعد الذي وقع بين المستقبل وجنبلاط دفعه إلى التفكير جديًا بالأمر. هذا التباعد قد يُعالج في حال شعور جنبلاط بأن الجانب السعودي لن يُستفز من خطوة دعم للحريري ايا كان شكلها، وعليه هو الآن يفتقر إلى أي حليف حقيقي.
تشير المعلومات أنه حتى الساعة لم يجرِ أي تواصل مباشر بين الاشتراكي والتيار الوطني الحر، ولكن جرى بحث مسألة التحالف الإنتخابي لا سيما في الشوف وعاليه بين وسطاء واصدقاء مشتركين.
من الواضح أن هناك عقبة اساسية تمنع هذا التقارب. هذه العقبة تتمثّل بالمقعد الدرزي الثاني في الشوف. فـ "التيار"، بالطبع، لن ينسج تحالفًا مع جنبلاط من دون أن يضمّن بداخله حليفيه الدرزيين اللذين كانا أساس التقارب مع بيك المختارة، أي النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب.
مصدر مطلّع على الأجواء الدائرة يؤكّد أن "التيار" غير مستميت للتحالف مع جنبلاط، ولكنّه انطلاقًا من الايمان بضرورة تمثيل الأكثريات ضمن طوائفها فإنّه يرى أن التوافق الدرزي في مكان ما، وتحالف الأكثرية المسيحية مع الإجماع الدرزي يصبّان في سبيل المصلحة العامة، ولذلك لا يمانع بحث الأمر في حال بادر الجانب الآخر إليه.
من ناحية جنبلاط، يدرك الرجل تمامًا التبدّلات الاقليمية، ويعلم أن الأمور تتجّه الى تسويات في المنطقة لا تتناسب بتاتًا مع معاداة حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاء سوريا. ولكن، في الوقت عينه، هناك ثوابت تفصيلية لا يمكن له أن يتخلّى عنها، لا سيما في ما يخصّ حصته الدرزية في الشوف التي لم يخسر أي جزء منها منذ زمن طويل.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين جنبلاط ووهاب جيدة في الآونة الأخيرة، إلّا أن جنبلاط عادةً ما يفصل تطوّر علاقاته السياسية عن مكتسباته التي لا يتنازل عنها مطلقًا.
حتى الساعة لا يمكن الجزم بأن طرح التحالف بين التيار الوطني الحر وجنبلاط سيسقط إلى غير رجعة، ولكن يمكن القول إنّ الأخير ينتظر اشارات سعودية ما لحسم مسألة عدم تحالفه مع المستقبل، ومن هنا يتخذ قراره النهائي، أكان لجهة اعطاء الضوء الاخضر ببحث الأمر مع "التيار" او عدم الغوص فيه أبداً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك