ليس تفصيلاً ولا صدفةً أن يحدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مواصفات رئيس الجمهوريّة المقبل قبل موعد الانتخابات النيابيّة.
لم تنفع زيارة الرئيس ميشال عون الى بكركي وخلوته مع الراعي. ولا، كذلك، زيارة النائب جبران باسيل. لم يتراجع البطريرك الماروني عن مواقفه، ولا "ساير" ولا تنازل. يمكن ملاحظة خطٍّ بيانيّ تسلكه عظاته ورسائله في الفترة الأخيرة. لعلّ اللهجة ستصبح مباشرة أكثر مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي.
وتسعى شخصيّات مسيحيّة الى تعزيز دور بكركي في اختيار رئيس الجمهوريّة المقبل، وسيتظهّر هذا الأمر أكثر بعد الانتخابات النيابيّة.
وكان لافتاً ما حدّده البطريرك الراعي، في عظته أمس، من مواصفات للرئيس المقبل نختصرها كما يلي:
- يعمل على تحديثِ علاقاتِ المكونّاتِ الميثاقيّةِ في ظل دولة قادرةٍ على استيعاب التعدّديّةِ واحتضانِ الجميع في نظامٍ لامركزيٍّ موسّع.
- يعمل ساعيًا على أن يتوحّد الولاءُ، ويُلتزَم بالحيادِ، وتُطوى جميعُ المشاريعِ الدخيلةِ على وطنِنا ومجتمعِنا، وتتساوى النظرة إلى لبنان، ويَنظر الأفرقاءُ إلى بعضِهم البعضِ كشركاء وأخوة، لا كأعداء وإقصائيين.
- يصبّ الرئيس الجديد قواه على تعزيزِ استقلالِ لبنان وسيادتِه وهُويّتِه الأصيلةِ من خلالِ شرعيّةٍ ملتزِمةٍ بالدستورِ والميثاق.
ويبدو واضحاً أنّ هذه المواصفات التي حدّدها الراعي لا تنطبق على المرشحين البارزين للرئاسة. ولكن، هل ستدخل بكركي في لعبة اقتراح الأسماء؟
تجزم المصادر أنّ بكركي ليست في وارد التسميات، بل هي ستكتفي بالمواصفات… واللبيب من الإشارة يفهم.