كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
منذ انهيار الليرة اللبنانية وتفجّر الازمة الاقتصادية، يمكن القول إننا عالقون في حفلة جنون لا توفّر أيّ قطاع. أصاب الجنون الجميع، وفي بعض الأحيان تفوّق الطمع عليه، وسط غياب المراقبة، وانشغال مسؤولي هذه البلاد في تراشق الاتهامات… غير ان الامور تخطت المعقول في كثير من الاحيان، وباتت صحتنا تخضع لبازار الأرقام والملايين.
فدخول المستشفى يا سادة بات يشكل كابوسا عند اللبنانيين، حيث ان الأرقام تفوق الخيال في كثير من الاحيان، و"الفوتة مش متل الطلعة".
لا نكتب هذه السطور لانتقاد المستشفيات، فحالها كارثي، مستلزماتها تُسعّر بالدولار وطواقمها تغادر البلاد بحثا عن مستقبل افضل… غير أن ما يحصل في البعض منها من ارتكابات وفوضى في التسعير، لا يرتبط البتة بما يجب أن يكون عليه واقعها للاستشفاء والانسانية.
صدّقوا ان أسوأ من عدم عثوركم على الدواء، هو اضطراركم للخضوع إلى عملية جراحية…. أوحتى مجرّد حصولكم على كيس أو أكثر من الدم متى احتجتم ذلك. فالأرقام التي تسمعونها قبل تحديد موعد العملية سيختلف عما ستسمعونه في طريقكم إلى الغرفة، وبالتأكيد مغاير تماما لما سيُطلب منكم أثناء المغادرة.
تروي المواطنة ك.ط. في حديث لموقع mtv أنها احتاجت لـ3 أكياس من الدم قبل خضوعها لعملية، في البداية قيل لها إن الكيس الواحد ثمنه 900 ألف ل.، أي أي المجموع هو مليونان وسبعمئة ألف. وعندما انتهى نقل الدم، قيل لها إنها ستدفع ثلاثة ملايين ونصف بسبب تكاليف فحص الدم قبل نقله، اما حين خرجت لتدفع ففوجئت بأن الرقم المطلوب هو خمسة ملايين ليرة.
كذلك يروي المواطن ج.ز. لموقعنا انه دخل بصورة طارئة إلى المستشفى بسبب عارض بحص، فإذ بكل أنواع الفحوصات تطلب له، وكان الدفع مسبقا عن كلّ واحد منها. وقال: "كنت في العمل حينما شعرت بوجع لا يحتمل، وأدركت أن مشكلة البحص عاودتني، فتوجّهت إلى أقرب مستشفى، إلا أن المفاجأة كانت أنهم رفضوا إجراء أي فحص قبل أن أدفع لهم، فاتصلت بابني الذي كان بعيدا عني أكثر من ساعة ونصف، حتى يأتي ويدفع".
لذلك، وحتى تستكين الاوضاع ونتوقف عن التدحرج في أزماتنا، ضعوا الملايين في جيوبكم… من يدري قد تضطرون لدخول المستشفى أو السوبرماركت!