جاء في وكالة "المركزية":
على عتبة الاعتذار، يقف الرئيس الثالث المكلف تشكيل حكومة نجيب ميقاتي بعدما اخفقت زياراته الثلاث عشرة في اقناع رئيس الجمهورية بتشكيلته وتعديلاتها، حاله حال سلفيه السفير مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري اللذين "رفعا العشرة" على رغم سعيهما الدؤوب لتشكيل حكومة تفرمل الانهيار وتبدأ مسير الانقاذ.
وعلى رغم تمسك ميقاتي بالتشكيل واستكمال المساعي في اتجاهه، تجزم اوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" بأن حزب الله هو المسؤول عن عرقلة التشكيل وعن استمرار ما تصفه بالـ"دلع" العوني من خلال الاسترسال في فرض الشروط والمطالب على الرئيس المكلف من تحت الطاولة للوصول الى الحكومة التي تناسبه. وتضيف "لقد اعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه لن يشارك في الحكومة ولن يمنحها الثقة وليست لديه مطالب، وقد تبلغ ميقاتي الامر في الاستشارات النيابية تماما كما ابلغته القوى السياسية بأن ليس لديها مطالب او شروط لكن سرعان ما تبين العكس بدليل عدم ولادة الحكومة بعد شهر ونيف على التكليف. وتعتبر ان السياسة التي يتبعها الحزب تحقق لحليفه العوني وضعية سياسية مريحة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، وتؤمن لمحور ايران وضعية قوية وورقة ضغط لتحصيل مكاسب على طاولة المفاوضات في فيينا. لذلك يتعاطى الحزب مع موضوع التأليف بمرونة في الافعال وتشدد في المواقف، فيتلطى خلف مبادرة الرئيس نبيه بري من دون ان يجاذف بخسارة حليفه الاساسي الرئيس ميشال عون او يفقد غطاءي الشرعية واكبر تيار مسيحي في آن، فيتعاطى مع الملف بدقة ويوازن بين اتفاقه مع بري وحلفه مع عون، فلا يُزعل الاول ولا يُغضب الثاني.
وترى الاوساط ان الستاتيكو الحالي يناسب حزب الله ما دام الوضع لم يلامس الخط الاحمر الامني، لان آنذاك سيضطر الى الافراج عن الحكومة بوسائله المعهودة ضغطا او مونة على الحلفاء، لكن حتى ذلك الحين ستبقى حالة التوازن قائمة بين الاطراف، ما دام الحزب غير قادر على استخدام سلاحه في الداخل ما يعني ان لا غلبة لفريق على آخر، على غرار ما كان سائدا في مراحل سابقة.
هي حالة صراع خفي وموت بطيء يقبع لبنان في ظلها في غرفة الانعاش في انتظار الاستحقاق الانتخابي الذي يراهن كثيرون على انه المعبر الوحيد المتاح نحو ضفة التغيير الحقيقي ان ارادها اللبنانيون فعلا وغلّبوا لقمة عيشهم على الزعيم، على امل بلوغ الاتفاق على البارد ومن خلال الحوار وليس عبر المواجهة بالدم التي خبروها ودفعوا ثمنها الاف الضحايا والشهداء من دون نتيجة او تحقيق الغلبة لفريق سياسي على آخر. وخلاف ذلك، تختم الاوساط سيبقي البلاد في حالة جاهزة للاشتعال في كل لحظة.