كتب كبريال مراد في موقع mtv:
لاحظ العاملون في مقاهي أحد المجمعات التجارية في بيروت مسألة غريبة. فعلى غير عادتها سابقاً، تزداد حركة الزوار في ساعات بعد الظهر. ومنذ أسابيع، وهذه الظاهرة تتكرر في الوقت ذاته، ومع الوجوه نفسها تقريباً. الى أن تبيّن أن انقطاع كهرباء الدولة والمولدات، هو الدافع أمام الأهالي القاطنين في جوار المجمّع، للمجيء الى المقهى بحثاً عن برودة المكيفات.
هكذا، بدا أن لانقطاع الكهرباء فوائده. والناس "بدها تبورد وترفّه عن حالها"، والتمشاية الى المجمّع، الوسيلة الفضلى هذه الأيام، للقاء على فنجان قهوة او الغداء، أو مجرّد "الكزدرة" أمام واجهات المحال لمن عينه بصيرة ويده قصيرة، ولا يحتمل كلفة فواتير المطاعم والمقاهي.
هو مشهد يتكرر في أكثر من منطقة، حيث الحاجة أمّ الاختراع. وبدل النقمة و"الشوب" ولعن الدولة واصحاب المولدات، وجد اللبناني له متنفّساً. وبات الأصدقاء يتواعدون على اللقاء في الوقت نفسه والمكان نفسه. والعاملون في المقاهي يفرحون لرؤية زوارهم، طالما أن الهاربين من "قطعة الكهرباء" سيتحوّلون الى زبائن يساهمون في سداد رواتب نهاية الشهر.
ما ينطبق على المجمّعات التجارية، ينسحب بدوره على المقاهي التي تقدّم لزبائنها اضافة الى "اللقمة الطيبة"، المكيّف والانترنت. فيتحوّل المقهى الى مكتب لانهاء الأعمال للكثير من الموظفين الذين باتوا يعملون من المنزل بفعل أزمة المحروقات، وصاروا يعملون من الـcoffee shop مع تقنين أصحاب المولدات.
هكذا اذاً، لسان حال أصحاب المقاهي "الله يبعت الخير"، وأمنية "الزبائن الجدد" هي "الله يجيب الكهربا"... والى ذلك الحين، وكما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فلانقطاع الكهرباء في المنازل، عاداته المستجدة وفوائده أيضاً.