كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
موجع ومستفزّ في آن واحد ما نعيشه في هذا البلد. لكأن كل مصائب الأرض اجتمعت لتشكل حلقة سوداء ليومياتنا، من دون أن يكترث أحد…
منذ انطلاق شرارة ثورة 17 تشرين بُحّت أصوات اللبنانيين وهم ينادون بتغيير على مستوى السلطة في لبنان، عبر الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة تخلّصنا من الزمرة الفاسدة المتحكمة بمصيرنا.. ولكن لا حياة لمن تنادي!
ووجه المتظاهرون تارة بالقمع والتوقيفات، وطورا بالتخوين. قطعوا الطرقات غضبا، فإذ بهم يتحوّلون وفق توصيفات أهل السلطة إلى ميليشياويين وقطّاع طرق.
توجّهوا إلى المقار الرئاسية للتعبير عن غضبهم، فإذ بهم يُضربون ويهانون حتى أنه تمّ تحطيم سياراتهم… وكثر عادوا بعين واحدة وبإصابات بالغة نتيجة الرصاص المطاطي الذي جوبهوا به.
لم يصبر شعب في العالم مثلما فعل اللبنانيون، ولم يُقمع شعب مثلما حلّ بهم، وتاريخنا حافل بقصص موجعة من الظلم والاستبداد. فماذا عسانا نفعل؟
في الآونة الاخيرة، وبعدما اشتدّت الأزمة في لبنان، وباتت المصائب يومية وتصاعدية، وجد اللبنانيون أنفسهم متروكين على صفائح ساخنة مرشحة للانفجار في أي لحظة، ومن دون أي أمل بالخلاص. فترى البعض يقطع الطرقات لبضع ساعات ثم يعود ليفتحها، الأمر الذي بات يشكل نقمة عليهم من اللبنانيين أنفسهم، باعتبار اننا أصبحنا نقطع الطرقات على بعضنا البعض، ومن دون إفادة… وعليه، ما العمل؟
قد تكون التجربة الأوكرانية هي أكثر ما يليق بهؤلاء الوقحين القابضين على مصيرنا، ممّن سرقوا البلاد والعباد بلا خجل.
ولمن لا يعرفون، فقد اندلعت الثورة في اوكرانيا عام 2014، وأفضت في النهاية إلى طرد الرئيس الاوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، وإسقاط النظام الأوكراني.
لم ييأس المتظاهرون رغم محاصرتهم أمام الميداني الأوروبي في كييف بمحيط البرلمان، رغم قساوة الطقس البارد في شباط، ورغم القمع الذي مورس بحقهم، حيث أطلقت الشرطة المدافع والرصاص المطاطي إضافة إلى الذخيرة الحية والغاز المسيّل للدموع.
إلا أن الاوكرانيين ابتكروا وسيلة مميزة لمعاقبة من أمعنوا فسادا وهم في سدّة المسؤولية، فإذ بهم ينتقمون منهم، على طريقتهم، التي عرفت بـ"التطهير بالقمامة"، من خلال رمي نواب ومسؤولين في حاويات القمامة وتوثيق ذلك بمقاطع فيديو. (تشاهدون صورا مرفقة)
مشاهد صدمت العالم لمسؤولين أوكرانيين مرميين في المستوعبات، يستنجدون من ينتشلهم منها.
ربما طريقة الاوكرانيين هي أكثر ما يليق، ببعض الفاسدين الوقحين في لبنان الذين أفقرونا وبهدلونا "وعم يتمقطعوا فينا"… فلنركّز هنا، ولنلقّنهم درسا… لمَ لا؟!