"الراي الكويتية":
المنطقةُ تتحوّل، و«رقعةُ الشطرنج» الإقليمية تشهد نَقْلاتٍ مفصليةً، فيما لبنان غارقٌ في «متحوّراتِ» أزمته التي أطلقت «دومينو» انهيارٍ مرشّح لمزيد من الفصول العاتية في ظلّ تعطيل «دينامو» الإنقاذ الذي يبدأ بولادةِ حكومةٍ تحظى بثقة المجتمعيْن العربي والدولي.
وفيما كانت مناخاتٌ إيجابيةٌ تُعمَّم في ما خص حصول تقدُّم في المفاوضات حول النووي الإيراني، بقيَ واقِعُ «بلاد الأرز» يتراجع خطواتٍ داخل الحفرة التي باتت بلا قعرٍ، وسط صعوبةِ تقديرِ هل سيكون أي انفراجٍ إقليمي، يقفز فوق ملف أذرع طهران في المنطقة وصواريخها البالستية، كافياً لكبْح للانفجار الشامل الذي يقف الوطن الصغير على مشارفه وتالياً بلوغ تسوية حكومية، أم أن مصيرَ لبنان سيبقى رهنَ مدى نجاح إيران في تكرار مقايضة «النووي مقابل الدور» التي انطوى عليها واقعياً اتفاق تموز 2015.
وتَسابقتْ أمس مؤشراتُ ازديادِ سرعة الانزلاق نحو الفوضى في ضوء تَناسُل الأزمات المعيشية، مع محاولات لجْم اندفاع مأزق تأليف الحكومة نحو «خطوط الـ لا عودة» التي ستشكّلها أي خطوة «هجومية» من رئيس الجمهورية ميشال عون، على وهج الجسور المحروقة في علاقته مع كل من الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري.