كتب جان نخول في موقع mtv:
مع إعلان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي أن الانتخابات النيابية ستجري في ٨ أيار ٢٠٢٢، ومع صعوبة التمديد وسط الضغوط المحلية والدولية لتسريع الاستحقاق الانتخابي، بدأت الأحزاب تدير محركاتها الانتخابية لخلط الأوراق على أساس القانون الحالي، النسبي في الشكل، والمختلط في المضمون، مع "رشّة" طائفية عائمة على الصوت التفضيلي.
هنا نقيم جولة أولى على دائرة الشمال الثالثة وأهم المتغيرات المرتقبة فيها، ولو أن الصورة العامة للبرلمان ضبابية، وذلك بسبب عاملين أساسيين: أولا، عدم القدرة على تقدير كم خسرت الأحزاب منذ "الثورة" وحتى اليوم، ما يسهّل ربما على لوائح المجتمع المدني الحصول على حاصل أو أكثر، إذا تمكنت من التجمع في لوائح واحدة. والعامل الثاني هو أن الانتخابات الماضية شهدت أدنى نسبة اقتراع، وارتفاع هذه النسبة في الانتخابات المقبلة قد يؤدي إلى تغيير النتيجة، خصوصا لمصلحة القوى التغييرية التي لم تعلن بعد عن توجهاتها الانتخابية وتحالفاتها في المناطقية.
تضمّ دائرة الشمال الثالثة أقضية البترون الكورة زغرتا بشري، والسبب أنها دائرة المرشحين السياسيين الثلاثة للانتخابات الرئاسية، سليمان فرنجية، جبران باسيل، وسمير جعجع.
الأكيد أن التيار الوطني الحر سيكون الخاسر الأكبر في هذه الدائرة، انطلاقا من خسارته أولا ميشال معوض في زغرتا الحاصل على ٨٥٠٠ صوت (نتيجة تقريبية كما كل النتائج في هذا المقال) والأصوات التجييرية لفريد مكاري في الكورة البالغة قرابة ٣٠٠٠ صوت لمرشحه نقولا غصن، إضافة طبعا إلى الأصوات السنية في الكورة والبترون التي منحته إياها التسوية مع الحريري في ذلك الوقت.
تنخفض بذلك قوة التيار إلى ما دون ٢٠ ألف صوت، أي حاصل واحد مع الكسر الأكبر، ليفوز جبران باسيل وحده على الأرجح، وإمكانية فوز مرشح آخر في دائرة أخرى بنتيجة الكسر.
كسر جبران باسيل في هذه الحالة يكون في حالة واحدة، أن يحصل مرشحا "القوات" واللائحة الثالثة التي يمكن أن تكون بين الكتائب ومجد بطرس حرب، على أصوات تفضيلية أكثر من جبران باسيل نفسه.
المعركة ستكون إذاً في هذه الدائرة على الحاصل الأكبر الذي يرجح أن يكون للقوات اللبنانية، مع خسارة لائحة المردة أصوات بطرس حرب في البترون التي تفوق ٦٠٠٠ صوت، مع العلم أن قدرة القوى التغييرية ضعيفة في هذه الدائرة المسيسة حتى العظم، لحصولها على ٣٠٠٠ صوت فقط في الانتخابات الماضية، إلا إذا حصلت مفاجأة.